نتائج الامتحانات ... من يستطيع قبولها؟
<a href="mailto:[email protected]">Bader1001@yahoo.com</a>
في الأسبوع الماضي تعالت الضحكات وعم الفرح الكثير من طلاب مدارس الثانوية العامة بنجاحهم وتهلهلت أسارير ذويهم بما حققه أبناؤهم وبناتهم, ولا شك أن مثل هذه المناسبة هي مناسبة فرح مستحق لكل من عمل جاهداً من طلاب ومدرسين وآباء وأمهات, ولكنها مناسبة أحضرت معها إلينا الكثير من التساؤلات حول صحة هذه النتائج وعدالتها. لقد أصبحت المنافسة على الحصول على أعلى الدرجات في امتحان الثانوية العامة الشغل الشاغل للكثير من أولياء أمور الطلبة وأصبح الحصول على الدرجات العليا وسيلة وليس هدفاً بسبب النقص الكبير في الطاقة الاستيعابية لجامعاتنا وتوجيه مستقبل طلبتنا بناء على ما يحصلون عليه في درجات الثانوية العامة وامتحانات التقييم. لقد تسبب ذلك في جعل الكثير من الطلبة وآبائهم ومدرسيهم يتنازلون عن مبادئ وقيم أساسية في سعيهم لتحقيق هذا الهدف. لقد وصل الحد لدى كثير من أولياء الأمور إلى درجه اختيار المدرسة الخاصة التي سوف تضمن لأبنائهم أعلى الدرجات بغض النظر عن كيفية حدوث ذلك وعلى الرغم من أن حصول الطالب أو الطالبة على درجات بطريقة غير مشروعة سوف يجعله يستسهل مثل هذا الأسلوب في المستقبل ويتمادى في استخدام الأساليب الملتوية وغير المشروعة في أخذ ما ليس له به حق والاستهتار بتعاليم الدين الحنيف ومكارم الأخلاق. لقد طالعتنا النتائج ألأسبوع الماضي بأمر لا يمكن الاستهانة به أو السكوت عليه ـ مثلما طالعتنا في الأعوام الماضية ـ وهو أن مدرسة أهلية واحدة في مدينة الرياض قد استحوذت على ربع عدد العشرة الأوائل في المملكة. إن حصول مثل هذا الحدث يجب ألا يمر مرور الكرام على المسؤولين عن التعليم في بلادنا, فكما قال البعض, فإن تلك المدرسة والقائمين عليها يجب أن يمنحوا أرفع الأوسمة بسبب تحقيق هذه النتائج الاستثنائية أو أن يسألوا عن كيفية حصول طلبتهم عليها. قد يكون أن تلك المدرسة تملك أساليب وطرق تدريس استثنائية تجعل طلبتها يتفوقون على من سواهم بيسر وسهولة, وهنا لا بد أن تستفيد الوزارة من هذه التجربة المتميزة وتحاول تعميمها على جميع مدارسنا الحكومية والخاصة, أما إذا اتضح أن هناك سبباً آخر غير ذلك, فلا بد من التعرف عليه وتحديد مكوناته بكل دقة. إن المسؤولية تقع على وزارة التربية والتعليم في التصدي لكل ما من شأنه أن يسيء إلى العلم وطالبيه, فهي وزارة تربية قبل أن تكون وزارة تعليم, وليس أهم من تربية النشء على احترام الحقوق وإنكار المنكر والافتخار فقط بما يحققونه بأنفسهم بجد واجتهاد بغض النظر عن نتائج الامتحانات التي يجب ألا تكون المقياس الوحيد لمعرفة قدرات أبنائنا وبناتنا ولا المحدد الأوحد لمستقبلهم. إن العمل على توفير مستقبل أفضل لهذا البلد يبدأ من تهيئتنا لجيل جديد يعتمد على الذات ويؤمن بمبادئ لا يقبل المساومة عليها مهما كبرت المغريات وعظمت التحديات.