أهل الخير

<a href="mailto:[email protected]">Mosaad@al-majalla.com</a>

إذا أردت أن تمنح إنساناً الرضا والحبور، فقدم له المحبة الصادقة، والعمل الخيّر، وافتح له قلبك، لأن المحبة كفيلة بنزع كوامن الشر، جالبة للخير والتراحم. ومع كل مجتمع تعلو فيه لغة التراحم والتكافل، تبرز الإيجابيات وترتقي، وأحسب أن وجهاء المجتمع من تجّار وقادة عمل وفكر هم دائماً المعنيون أكثر بمنح مجتمعاتهم الحبور والتلاقي والترابط التي يحتاج إليها، ولنا أن نفخر بالعدد الهائل والكم الكبير بيننا من القادرين مالياً ووجاهاتياً وبما يعطي مجتمعنا أفضليات كثر عن غيره فيما يخص القدرة على منح المجتمع السعودي أفضليات تعاونية أكبر، لذا دائماً ما تأتي المبادرات الإنسانية ضمن أعلى القيم المثبتة لشأن الترابط ، ولأن القطاع الاقتصادي الخاص شريك أساسي في التنمية ، كانت مسؤولياته الاجتماعية حاضرةً ومتجلية، وهو ما جسدته المبادرة الوطنية للمسؤولية الاجتماعية التي دعا إليها ورعاها الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، وما عبرت عنه من تكافل اجتماعي عالي القيمة، وهو ما شدد عليه أمير الرياض المحبوب الأمير سلمان بن عبد العزيز كثيراً وطالب به كناحية إيجابية ترتبط بالمجتمعات المدركة لواجباتها، الراغبة في الارتقاء اجتماعياً وتنموياً. وإذا كان هذا هو منهج القيادة، المنهج الذي لا ينطوي فقط على الدعوات، بل بالمبادرات الشخصية الإنسانية التي تنبع منها دون منه أو لأجل ترويج إعلامي، فعلى القادرين في القطاع الخاص أن يكون لهم اهتمام بالوطن وأهل هذا الوطن، بما يثمن الاحترام لخصوصياته وحاجاته، وبما يعني محبة ناسه وأهله، ليكونوا ذراعاً فاعلة للقيادة مكملةً لمبادراتها الاجتماعية، لأن بلادنا مثلها كما غيرها تعاني من بعض احتياجات صحية وتعليمية. ونشير إلى أن القادرين هم الضمير الحي للمجتمع، متى ما أرادوا ذلك، ونحمد الله أن فينا كثيرين ممن هم مرتبطون بواقع هذه الأرض يعيشون همومها، ويبرّون بأهلها .. مثل النخلة المعطاء، كلما تحسنت حالها، كلما قدمت الكثير والكثير من ثمرها الطيب.
تراءى لي ذلك كله وأنا أقرأ عن المبادرة الإنسانية العالية القيمة التي قام بها رجل الأعمال معن الصانع ،لأجزم أنها من ضمن الصف الأول من المبادرات الإنسانية الرائعة التي يحتاج إليها مجتمعنا، كيف لا..؟!.. وهي تعنى بإشكالية صحية باتت متسارعة الانتشار وتحتاج إلى عون كبير ومتطلبات مكلفة، فكل التقدير لهذا الرجل على مبادرته الإنسانية الأخلاقية التي نتمنى أن تكون نبراساً لكثيرين من كل مناطق بلادنا المترامية الأطراف الغنية بأهل الجود.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي