Author

النجاح في "رؤيتي" لمحمد بن راشد

|
<a href="mailto:[email protected] ">[email protected] </a> بطبيعتي الشخصية وقراءتي أي كتاب دائما أبحث عن كتب السيرة, والتجارب, والمذكرات الشخصية, وقصص النجاح, وكانت آخر قصة نجاح قرأتها كتاب الشيخ محمد بن راشد المكتوم, صانع دبي الجديدة, ووالده الذي صنع دبي القديمة. يثيرني ما سطر في هذا الكتاب من تجارب ومراحل مرت بها دبي, ولست هنا للثناء الشخصي أو المبالغة بها للشيخ محمد بن راشد أبدا, لكنني أتحدث عن إنجازات تتحقق على أرض الواقع, والكتاب يسرد تجارب وقصصا و"رؤية " لمحمد بن راشد. وما شدني من ضمن ما طرح في كتابه, تركيزه على البعد عن التفصيلات الدقيقة التي تقتل كل عمل, ولعله يقصد بها الروتينية القاتلة والمعقدة, فتحدث عن قصصه مع مدربي الإسطبل لديه من مستشارين وخبراء وغيرهم, ولكنه في النهاية استغنى عنهم جميعهم, لسبب بسيط كما يقول, إنهم غرقوا في التفاصيل, وإنه فهمه هو وفراسته وقيادته إسطبله حققت له أعلى الإنجازات, إذاً هي فراسة وخبرة ومعرفة, واتخاذ القرار مباشرة بسرعة هائلة وبدرجة دقة عالية, لأنه هو الأقرب والأكثر فهما لها, ويربط ما حدث له مع " خبراء ومستشاري " جياده, بدبي كلها وما حدث من قصة نجاح. إننا حقيقة نغرق إلى حد الجمود في التفاصيل, وللأسف هي حقيقة وثقافة عربية مترسخة, الشيخ محمد بن راشد, وضع "رؤيته " ويديه, على معضلة عربية كبيرة لا يسهل الخلاص منها وهي الغرق في التفاصيل, وعدم وجود بيننا من يرى الصورة من بعيد ويعرف القرار الصحيح, حين أسمع هنا أو هناك كلمات "تحت الدراسة" و"شكل لجنة" وفي المستقبل المنظور" و"في الأعوام المقبلة" و"محل نظر" و"تحت الاهتمام" و"تحت التحقيق والبحث" وغيرها من عبارات المسؤولين لدينا التي لا يأتي بعدها إنجاز أو عمل, هنا لا أهمش "ما تحت الدراسة" أو شكل لجنة " لكن هل فعلا هناك يحدث بعدها "دراسة جاهزة" يتخذ بعدها قرار؟ أو اللجنة خرجت بشيء. لدينا مشكلة في صنع القرار السريع والفاعل, لأننا إما نستخدم المسكنات أو التطمين غير المنطقي أو أي مبرر, نحن نحتاج فعلا إلى متخذي قرارات قادرين على الإنجاز, وأن يكون هؤلاء مؤهلين بكل معنى الكلمة لاتخاذ القرار للإنجاز, ومتى أصبحت النظرة حكومية وتحت الدراسة واللجان لن ينجز شيء, لأنهم لا يقدرون "الزمن ", وهو عامل مهم في التفاعل مع المتغيرات. وحين نقارن نجاح القرار في القطاعين الخاص والحكومي سنعرف إلى أي مدى التأثر والأثر السلبي لدى الحكومي أكثر من الخاص. برؤيتي الشخصية, أن الشيخ محمد بن راشد, يسرد ويتحدث عن قصة نجاح ماثلة, لا يتحدث عن مستقبل لا نعرف ما سيأتي منه, ويتحدث الشيخ عن المستقبل القادم لدبي, وهو يختصر بأن ما حدث حتى الآن لا شيء قياسا بما يأتي, فهو يريد "دبي" أن تكون المدينة الأولى في العالم, وهذا هدف يسعى إلى تحقيقه ولا أرى أي مصاعب يصل لها, حين نعرف "صانع دبي الحديثة " فهو يتخذ القرار برؤية بعيدة المدى, ويدخل كل تجربة لا يسبقه لها أحد, هو إنسان عسكري في الأساس كمهنة وتعليم, ولكن لا يعني أن يجرد من النجاح الذي حققه ببنائه الشخصي لدبي الحديثة التي أصبحت منارة الشرق الأوسط وللعالم. قصة نجاح دبي هي من صنع محمد بن راشد, ويجب أن نتعلم منها بلا تحفظ أو تردد, من شخصية جسورة وبارعة في الرؤية والقرار وتحمل كل خطأ والاعتراف به, ويؤمن تماما بالفكرة الإبداعية, وهو يرى ما لا يراه الآخرون لبناء دبي وكيف تبنى دبي, فهو يمارس العمل بنفسه ويعرف كل التفاصيل ويتابع بنفسه, وكأن دبي أصبحت شركة الآن أكثر منها مدينة, ومن يرى دبي كل شهر يجد الاختلاف الكبير من شهر لشهر, دبي أصبحت حديث العالم, دبي رسخت كل المتناقضات والصعوبات, أصبحت سياحية, تجارية, طبية, ترفيه, شواطئ, مدن إعلامية وإلكترونية, في بيئة صحراوية تفتقد كل المقومات, إلا العقول النيرة المخلصة والجادة تمثلت في شخص محمد بن راشد والفريق الذي معه. مبروك لدبي وأبناء دبي والإمارات هذه الشخصية البارعة, بكل تجرد أقولها, قصة نجاح متواصلة بلا حدود بفكر تجاري وجبار وجسور لا يتردد.
إنشرها