إنها أزمة.. وليست لعبة!!
<p><a href="mailto:[email protected]">Mosaad@al-majalla.com</a></p>
لا بد للكاتب النزيه أن يكون أكثر منطقية فيما يكتب، تعنيه الحقائق، وتهمه المعلومات الدقيقة، والهدف هو أن يستفيد الجميع مما توصل إليه. أيضا في الشأن نفسه ليس من حق الكاتب أو المحلل أن يكون لجوجاً فارضاً لرأيه.. أو مستبدا بما يطرحه. التوطئة أعلاه تعبير عما لاحظناه من كتّاب ومحللين كثر لسوق الأسهم السعودي بين المتفائل المفرط في تفاؤله، والمتشائم الذي لا تجد بين كلماته ما يوحي بالحبور والتغيير نحو الأفضل.. وبكل أسف فالمواقع الإلكترونية ومعها الصحف والقنوات التلفزيونية أصبحت محطةً لمثل هؤلاء وبما جعل كثيرين يعزفون تماماً عن مثل هؤلاء المنظرين المستبدين برأيهم من فرط ماهم عليه من تطرف في الرأي، وضيق في الأفق.
قد يكون كثير منهم يعيش أوجاع السوق لذا فإن ما يقوده هي العاطفة المحضة، أو متطفل لا يلوي إلا على حضور إعلامي يعلم أنه من خلال تشنجه واندفاعه هذا سيظفر بالحضور والأضواء لمرات أخر. وعليه فقد تهنا نحن معشر المتابعين المتطلعين إلى التغييرات الإيجابية في السوق بين "حانا ومانا".. لكن ما نعرفه وندركه، ودون زعل أن الوضع التراجعي المدوي للسوق لم يتغير رغم التصريحات الإيجابية والمطلوبة في الوقت نفسه من مسؤولي الهيئة، ورغم تغيير قيادتها.. وبما يدفع كثير منّا إلى التوقع أن هناك شيئا يصعب فهمه في سوق الأسهم!!
ما يحتاج إليه الجميع هو بيان توضيحي موثق من هيئة سوق المال تشرح بإسهاب ما حدث ويحدث، ودورها إزاء ذلك وفعلها المستقبلي لأجل إعادة الهيبة للسوق، والضوابط والأسس التي هي بصدد تفعيلها.. أما التطمينات والدعوات بالهدؤ والانتظار، والإشارة إلى الأخذ برأي الجميع ودراسة هذه الآراء، فالأكيد أن هذا ليس وقتها، بعد أن تراءى للجميع أن الهيئة لم تكن تحتاج فقط إلى تغيير قيادتها، بل إلى إعادة تنظيم هيكلتها من الداخل، وتحديث نظامها التداولي، وبما يضمن السيطرة الكاملة من قبلها على كل التداولات!!
قضية الأسهم في السعودية ليست مجرد أزمة يمكن تحمّلها، ومن ثم تجاوزها.. هي أزمة تعني نصف الشعب، والنصف الآخر هم من ينتمون إلى النصف الأول، وعليه فمن الجدير ألا تبقى قضية السوق معلقة، ومرتبطة بالمسكنات الوقتية التي سرعان ما يزول مفعولها ليعود ألمها أشد وأقوى.
أيضا على المنظرين المنتشرين كغثاء السيل أن يريحونا ولو لفترة بسيطة من ملاحمهم التنظيرية.. وكم كنت أتمنى أن يكون جواب أحدهم مقتصراً على "لا أعلم" لأنه بذلك يفيد ويخفف من أزمة الصداع التي ساهموا في رفع درجة ألمها.