جامعة الملك سعود بعد 50 سنة

<a href="mailto:[email protected]">bader1001@yahoo.com</a>

تحتفل جامعة الملك سعود هذه الأيام بمرور 50 عاما على تأسيسها وقد يرى القائمون على الجامعة أن التذكير بالإنجازات هو أفضل من التذكير بالأخطاء وأن الجامعة خطت خطوات جبارة خلال نصف قرن من الزمن. إن انعدام التأثير للطلاب والطالبات على قرارات الجامعة يعكس الثقافة البيروقراطية التي تنتهجها والتصرف كما لو كانت وزارة أو مصلحة لا تأبه برأي المستفيدين والمتأثرين من قراراتها. إن وجود مجلس طلابي أو أي تنظيم يهتم بمشاكل الطلاب وينقلها إلى مراكز القرارات في الجامعة أصبح ضرورة للرفع من مستوى الخدمات التعليمية, كما أن تلمس احتياجات الطلبة واهتماماتهم يجب أن يكون من الأولويات لأي مؤسسة تعليمية.
في مقال سابق, تطرقت إلى الوضع الرديء لمباني الجامعة في عليشة وكونها لا تعبر مطلقاً عن أي اهتمام من قبل الجامعة ببناتنا وأمهات المستقبل, ولقد تلقيت الكثير من الردود على ذلك المقال من أستاذات وطالبات يعملن ويدرسن في تلك المباني التي أصبحت لا تليق بالمكانة التي تريد الجامعة أن تحتلها. لقد كان أحد أبلغ الردود هو من أستاذة عايشت هذه المباني المتهالكة كطالبة ثم كأستاذة حيث تقول " وشكرا على هذه الملاحظات القيمة حول مبنى الأقسام الأدبية للطالبات في عليشة، حيث سبق لي وأن درست فيها لمرحلة الماجستير عام 1410هـ  وعدت إليها لدراسة الدكتوراة عام 1419هـ، ووجدت الوضع على ما هو عليه من حيث رداءة مباني طالبات المرحلة الجامعية، وتهالك المرافق والتجهيزات والمكتبة، وإهدار وقت الطالبة الجامعية بانتظار فتح البوابات في الثانية عشرة ظهراً، والتأكيد على الطالبة بارتداء الزي الجامعي ومعاقبة المخالفات".
وكتبت إحدى الطالبات تقول "فنحن يا سيدي الفاضل نعاني أشد العناء من تلك الجامعة من حيث المباني المتهالكة والنظافة المعدومة وإجراءات الأمن والسلامة المهملة، هذا فيما عدا موقع الجامعة السيء والشوارع الضيقة التي تحيط بها". كما تساءلت الطالبة عن هل سوف أستمر في الكتابة عن هذا الموضوع أم أنني سأستسلم للإحباط, حيث كتبت "أم أنك ستكتفي بهذا القدر وستتركنا نعاني بصمت إلى أن تسقط تلك المباني على رؤوسنا لنكون ضحية الإهمال واللامبالاة وبذلك تتأكد القاعدة في عدم اكتراث أي من الجهات المختصة".
إن هذا الوضع الرديء الذي تعاني منه الطالبات والأستاذات كل يوم لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يسجل من ضمن الإنجازات التي تود الجامعة إقناع المسؤولين والمواطنين بها, وقد تكون مناسبة الاحتفال فرصة لكي تراجع وزاره التعليم العالي وضع الجامعة وتبحث بجد في الوضع المأساوي لتلك الجامعة. إننا كلنا أمل أن تنهض الجامعة من غفلتها قبل حدوث ما لا تحمد عقباه وأن تبادر في اتخاذ قرارات عاجلة تعيد روح الأمل والإحساس لدى الطالبات بأنهن محل اهتمام ورعاية ولسن مجرد عبء تود الجامعة لو تخلصت منه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي