قبل دبي .. وبعدها !!

<a href="mailto:[email protected]">Mosaad@al-majalla.com</a>

قبل جائزة دبي كنت أعتقد أن المصافحة التي تحدث بين الناس مجرد تعبير عن الود في مرات قليلة، وفي أكثر عن المجاملة هكذا في نظري، حتى وإن حظيت بدرجة شد أكبر للكف وما يتبع ذلك من تحسس حرارتها. لكن بعد الفوز بالجائزة أدركت أن التعبيرات أبلغ من المصافحة، سواء من محب مبارك أو حتى من مجامل غير مكترث.. لكن بصفة عامة, فالآخرون هم من يبث السعادة الحقيقية لدى الإنسان، وهم من يسهم في ألقه آو تعاسته.
أشير إلى هذا وأنا أعترف أنه إذا كانت درجات الغبطة قد ظهرت على محياي وملأتني فليس لأنني قد ربحت، بل لأن هناك كثر رأيتهم يسعدون لسعدي، ولعلي أعترف أيضا هنا أن أشد ما يؤرقني هو ما يخص الانفعالات الروحية وتدفق المشاعر وإن كانت الكتابة سبيلاً لتفريغ مثل ذلك، إلا أن ما يفيض به الآخرون تجاهك يغلب على ما يستطيعه قلمك.
فرحي بالجائزة لم ينطلق من أن المجد المجتهد، لن يتعرض للإهمال، بل لأني أدرك أن الإنسان إذا ما أخلص لمهنته وأخلص مع ضميره وأهدافه، فإنه لابد أن يبلغ بعضاً من شيء يرد له بعض كرامة.
وإذ أشكر آخي وصديقي عبد العزيز الجار الله على ما أفاض به تجاه المتطلع إلى عفو ربه بما خطّه من رقي عباراتي، وكلمات ليست كالكلمات، إلا أنني بعد شكره والدعاء له، أؤكد أن التكريم حتى لو أتى متأخراً فالمهم أنه قد أتى ، هذا أولاً .. وثانياً إنني وبعيداً عن كل ما يغضب، أرى أنه حتى لو لم يأت، فلن أجزع لأنني لست على علاقة بأصحاب التكريمات والجوائز، فأنا ممن همهم إثراء مطبوعاتهم والقارئ هو رسالتي وهمي .. لأن ذلك في اعتقادي هو ما يجب أن نعمل لأجله، ولولا أخي الحبيب عبد العزيز التويجري الذي كان هو صاحب التوجه بالمشاركة .. لما كانت هناك جائزة. ورغم ذلك فلن أوفي العزيزين الجار الله والتويجري حقيهما ، لكن حسبي أنهما يعلمان ما لهما عندي. أعود لأقول إن كان هناك تساؤل عن فحوى الموضوع الفائز فهو قراءة تحقيقية عن أطفال حاضرون بيننا كالحقيقة، لكنهم غائبون خلف ستار الاستغلال، وضعتهم بين يدي القراء أرواحاً طيبة ونفوساً صافية أملاً في مساعدتهم، هم "أطفال الهجن" أو.. أولئك الذين تستغل طفولتهم البريئة ويمارس عليهم التجويع لأجل تحقيق المكاسب الآنية. هو ليس عمل موجه، بل استطلاع لمنطقة الخليج، انبثقت تداعيات الموضوع، من العنوان إلى الختام، فكرة فكلمة، ثم جملة فصفحة فصفحات كثر، وسط ذهولي واستشعاري أن هناك من سيغضبه الموضوع .. وعليه فلا بأس بذلك مادام أن هناك مصلحة عامة ستتحقق، لكن غبطتي غلبت توجسي، بعد أن حظيت بمعاونة الزملاء، وإدارات حكومية وغير حكومية، كله لأجل التنفيذ، فلهم كلهم الشكر .
أخيراً، وهو الأهم، أن ما يجب ذكره أن مجلة "المجلة" كانت ومازالت عنواناً للتألق الإبداعي الذي يفضي إلى الفوز والتتويج، واسألوا أديبتنا وكاتبتنا المبدعة دائماً ناهد باشطح، عن "المجلة" وجائزتها الإبداعية الأولى معها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي