أنا متفائل تقنيا (2 من 2)

<a href="mailto:[email protected]">Dr.awad@alasmari.com</a>

ذكرنا في مقال سابق أن الشباب العربي والجيل الجديد يجب أن يكون متفائلا وأن يعمل لذلك. التفاؤل مفتاح كل خير، والتشاؤم يفتح أبواب الهم والإحباط والكسل والنظرة الدونية للنفس والآخرين. أنا لا أنكر أننا تحت المستوى المطلوب منا كأمة عربية وإسلامية، عليها مسؤوليات تجاه شعوبها وتجاه الآخرين، فنحن نحمل رسالة للكون، ويجب أن نكون قدوة يحتذى بها أمام شعوب العالم، ولكنني متأكد أن ما لدينا من أخلاقيات نابعة من أصولنا الطيبة ومستقاة من ديننا الإسلامي الحنيف ستعيد لنا مكانتنا الحقيقية بين الأمم.
أنا متفائل رغم أنف تقرير اليونيسكو الذي صدر في بداية هذا العام وذكر أن نسبة الإنفاق العلمي على البحث والتطوير لدى الدول العربية بلغت 2 من ألف (2/1000) فقط، بينما إسرائيل وصل الإنفاق في مجال البحث والتطوير إلى 26 من ألف (26/1000). كذلك ذكر التقرير أن العالم العربي يمثل الحد الأدنى عالمياً، حيث إن المتوسط العالمي 14 من ألف (14/1000).

إذاً لماذا أنا متفائل؟
أنا متفائل لأن العالم العربي في بداية المشوار ويخطو بخطى قصيرة ولكنها ثابتة وفي الاتجاه الصحيح. ومن الأمثلة على ذلك الشركة العالمية لتطوير البرمجيات العربية في الكويت والسعودية، ومركز الكويت للأبحاث العلمية، والأكاديمية العلمية والتكنولوجية في مصر، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وغيرها كثير. فقد استطاع العالم العربي إنتاج برمجيات باللغة العربية حققت نجاحا عظيما. ولكنها تعاني ـ هذه المراكز والشركات ـ من المنافس الأجنبي والشركات العالمية الكبرى مثل شركة مايكروسوفت وغيرها، التي تسعى إلى احتكار الأسواق العربية واجتذاب الكوادر العربية ضمن حملات غزو منظمة أستطيع تسميتها الغزو الإلكتروني المبرمج للشباب العربي. فهي تعطيهم مرتبات عالية تمكنهم من تحمل مسؤولياتهم تجاه أنفسهم وأسرهم وتكفيهم أعباءهم المعيشية، إضافة إلى الميزات الأخرى مثل السكن المريح والعلاج في أرقى العيادات الطبية والدورات التدريبية المتقدمة مقابل التسويق لمنتجها بكل إخلاص وتفان.
أنا متفائل لأن جزءا من معدات التقنية يصنع ويجمع في العالم العربي، وهذا سيشكل نواة استثمارية في ميدان التنمية الصناعية. ومنها على سبيل المثال إطلاق أقمار صناعية تجريبية وصناعات حربية متقدمة وتجميع معدات ثقيلة، مثل صناعة تجميع السيارات في مصر وبعض الدول العربية الأخرى، وغير ذلك كثير لا يسعني ذكره في هذا المقال.
أنا متفائل لأنه أصبح لدينا عدد من بيوت الخبرة والمتخصصة في تطوير برمجيات اقتصادية ومالية وإدارية على الرغم من أنها مبعثرة هنا وهناك. أنا متفائل لتطور خدمات الإنترنت والاتصالات السلكية واللاسلكية في المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت ومصر وغيرها من الدول العربية.
وأخيراً، يجب عدم إضاعة الوقت في النقد والبحث عن أسباب تخلفنا تقنياً، بل يجب علينا البحث عن أسهل وأسرع الطرق للوصول إلى أهدافنا الاستراتيجية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي