أنا متفائل تقنياً (1 من 2)

<a href="mailto:[email protected]">Dr.awad@alasmari.com</a>

"التقدم التقني والتطور المعلوماتي هو الضامن الوحيد (بعد الله) للتفوق العلمي والاستراتيجي لجميع مراحل التنمية."
تكاد لا تخلو وسائل الإعلام العربية من مقالات شبه يومية تتحدث عن التخلف التقني والمعلوماتي للأمة العربية مقارنة بإسرائيل، وهذه النظرة التشاؤمية يعكسها الواقع الأليم للأمة العربية، الذي سبب لكثير من الناس الإحباط وعدم التفاؤل وفقد الأمل في مستقبل زاهر يبعث على الأمل لدى فئة الشباب العربي خاصة، الذي تقوده العاطفة الوطنية إلى تحدي الصعوبات واكتشاف المجهول.
قد أخالف الكثير من أصحاب النظرة التشاؤمية، لأن المقارنة فيما بين العالم العربي ودولة إسرائيل فيه إجحاف كبير في حق العرب لعدم فهم الواقع. إسرائيل دولة محتلة، زُرعت في أرض خصبة، بأياد أجنبية، ويأتيها ماؤها وهواؤها من الدول الغربية عامة، وتُشِرف الدول العظمي على رعايتها وحمايتها حتى لو كان ذلك على حساب تدمير مُقَدَرَات الدول العربية ومستقبلها.
معظم الدول العربية لم تبدأ تطورها التقني إلا منذ ثلاثة عقود من الزمن، لذا فأنا متفائل وسعيد جداً لما وصل إليه العالم العربي من تطور معلوماتي وتقني، حيث أصبحت لدينا في العالم العربي شركات تقود التطور التقني والمعلوماتي كما يحدث حالياً في الدول المتقدمة.
بداية الدول العربية كانت متأخرة جداً بالنسبة للغرب والدول المتقدمة الأخرى، فقد اعتمدت على تطوير مؤسساتها التعليمية والتقنية لكي تكون هي البنية التحتية للتقنية المعلوماتية، بينما الشركات العالمية الكبرى (في الدول المتقدمة) هي التي تقود التقدم التقني والتطور المعلوماتي. وهذا يقلل من البيروقراطية والروتين الذي يغلب على المؤسسات الحكومية، التي تحتاج إلى قرار سياسي يُراعي الفوارق الاجتماعية والمادية في المجتمع العربي، إضافة إلى أن الأمة العربية أُدخلت في أزمات سياسية واقتصادية مُفتعلة من إسرائيل وحُلفائها لتأخير عجلة التطور العربية مع المحافظة على التفوق التقني والعلمي والسياسي والاقتصادي لصالح دولة إسرائيل.
أنا متفائل جداً لأن هناك إيجابيات تنعم بها البلاد العربية، حيث يوجد فيها رجال عظماء ونساء عظيمات يعملون بصمت من أجل خير بلادهم وتقدمها حتى لو كان ذلك على حساب صحتهم وأوقاتهم.
أنا متفائل لأن العالم العربي يوجد لديه شباب أذكياء وموهوبون وشابات عفيفات طاهرات محتشمات ومبدعات في شتى المجالات الذين هم محل حسد من أعدائنا. وقد حرصت معظم الحكومات العربية على رعايتهم والاهتمام بهم، وما مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين إلا خير مثال على ذلك. وبما أن الإبداع ولابتكار أساس من أسس الثورة المعلوماتية، فإنه سيُقام المؤتمر العلمي الإقليمي للموهبة برعاية مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين والذي سيُعقد في الفترة من 2 إلى 6 شعبان 1427هـ في مدينة جدة. وقد أولاه رئيس المؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز جلّ اهتمامه، فهو تحت رعايته ـ حفظه الله. سوف يُستقطب في هذا المؤتمر النخب المرموقة من قادة مجال رعاية الموهوبين في العالم.
ألا يبعث هذا على التفاؤل بين فئة الشباب العربي الطموح؟
الإبداع ولابتكار لهما شروط عدة منها: (المناخ السائد، الإمكانات المتاحة للباحثين، التحفيز، ونسبة الإنفاق الحكومي على البحث والتطوير). فقد استطاعت معظم الدول العربية التغلب على كثير من العقبات التي وضِعت في طريقها منذ زمن طويل بقصد تحجيمها والإبقاء على تخلفها. سنورد في مقال الأسبوع المقبل (إن شاء الله) إضافات تفاؤلية في مجال التقدم التقني والتطور المعلوماتي في الدول العربية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي