انفجار الرياض!!!
<a href="mailto:[email protected]">Fax4035314@hotmail.com</a>
من يرى مدينة الرياض الآن سيصاب حتما خلال مدة وجيزة بأنواع الأمراض الصحية, سواء الضغط منها أو السكري أو الحساسية البدنية أو العصبية وغيرها من أعراض الحياة المعاصرة الحديثة كما نسميها, الرياض أصبحت حقيقة لا تختلف عن هونغ كونغ وطوكيو ولندن والقاهرة, فالزحام الخانق والقاتل لا يطاق حتى أصبحت الشوارع لدينا ميادين للسيارات تسبح في الشوارع, فأصبحت عيوننا لا ترى إلا هذا المعدن في الشوارع وانتفت الشوارع الفسيحة والمنظمة والحدائق والهدوء والانسيابية, وأكثر ما يغيظ أننا لسنا دولة صناعية ولا عاصمة مال وأعمال, فقط سكان وتكدس بشري لباحثين عن العمل من المواطنين وغيرهم, أو مقيمين سواء شرعيين أو غير شرعيين, نعم الرياض هي عاصمة ومنطقة رئيسة في كل شأن حكومي من وزارات ودوائر حكومية ومقار لشركات وغيرها, ولكن ماذا لو كنا دولة سياحية حقيقة من أين يمكن استيعاب كل ذلك, وبرغم ندرة وقلة الفنادق والمرافق السياحية لدرجة العدم لكن نظل نسبح ونختنق بهذا الكم الهائل من السيارات. والغريب أن السيارات في الشوارع ومن ملاحظة شخصية أن كل مركبة لا يوجد بها إلا راكب واحد فقط, فتخيل أن يكون كل سيارة من السيارات في شوارع الرياض فيها راكب واحد, ناهيك عن أن المرأة لا تقود السيارة لحسن الحظ من باب الزحام لا غير, وحجم السائقين لدينا ينافس عدد المواطنين, وكل عائلة تملك سائقين أو ثلاثة والغير بعضهم يتستلم راتبه ليقدمه للخادمة والسائق ولا يدخر شيئا, أي ثقافة هذه؟ ثم ننظر لسائقي الليموزين, الذي أتمنى من وزير العمل والمواصلات أن يراجعوا ويدقق في هذا الجانب القاتل لسائقي الأجرة وهم يملأون الشوارع بآلاف السيارات بأسوأ صورة ممكنة لا في السيارات ولا قائدي السيارات من العمالة أو الموطنين الذين لا يلتزمون بأي حد من المظهر الخارجي ناهيك عن الأمان.
يثيرني كثيرا هذا الضغط الكبير على "الرياض" اختناق حقيقي, ورغم كل جهد يبذل بإخلاص إلا أنني أتطلع للمستقبل ونحن نشاهد الآن حقيقة أن الرياض "تختنق" نفسيا ومكانيا, الرياض ماذا ستكون بعد عشر وعشرين سنة, ونحن الآن نحتاج إلى أقل شيء نصف ساعة لتجاوز عشرة كيلومترات, فلا تجد شوارع فسيحة, ولا منظمة من المرور الذي أعتبره حقيقة غائبا كليا ولا وجود له إلا بطلب وهاتف واتصال وكأنه قطاع خاص, شوارع لا يوجد بها حدائق وميادين كبيرة وواضحة ومتنفس, شوارع تضيق بالعمالة الأجنبية وسائقي الموت الليموزين بلا أي ضابط. مره شاهدت سائق ليموزين بملابس رثة وسيئة جدا، أين القانون ومن يطبقه هنا, الرياض تعاني أشد المعاناة والمواطن كذلك, وأعتقد الحلول كثيرة لكن مكلفة وتحتاج إلى الوقت, وهي لم تبادر من البداية, أولها لماذا حصر كل شيء في الرياض؟ ماذا يمنع أن نعيد ضبط كل شيء, ونضع القانون هو الحامي للوطن والمواطن وهو التشريع الذي يطبق في تنظيم كل شيء, الرياض تحتاج إلى رسم خريطة جديدة, بالحد من الهجرة الداخلية, تفعيل النقل العام سواء فوق الأرض أو تحت الأرض (خيالي) إعادة فك أي احتكار على النقل العام, فرض رسوم أعلى على سيارات الأجرة لتكون للحاجة وليس لمن لا عمل له من العمالة. نحتاج إلى وضع المنشأة والمصانع خارج المدينة, نحتاج إلى خلق مدن جديدة نموذجية جاذبة ومتكاملة فقط قدموها للقطاع الخاص, لا نحتاج إلى القطاع الحكومي في كل شيء إلا في التشريعات والتنظيمات, الرياض إذا ما سارت على هذه الصورة التي نشاهدها, سنحتاج مستقبلا إلى البقاء في المنازل والموت البطيء, ونعرف ما هو الأثر الاجتماعي والصحي على ما يحدث الآن من اختناق, ولكن هل وضعت حلول لرياض 2020 أو 2015 أو حتى 2010, ولكن في ظل غياب التنظيم والتخطيط المستقبلي باحتراف وإخلاص وعلمي دقيق, لن أتوقع الهجرة إلى الهجر الصغيرة, أي هجرة عكسية وهذه حقيقة.