العمل الجزئي

من أكثر الاتصالات التي تأتيني دائماً هو استفسار ورجاء من الخريجات من الجامعات الحكومية والخاصة وكليات البنات في إيجاد العمل المناسب.
جميعهن يعانين المشكلة نفسها وهي أنها متزوجة حديثاً ولا تستطيع العمل بدوام كامل بسبب متطلبات حياتها الزوجية الجديدة، أو غير متزوجة ولديها التزامات عائلية.
يرغبن في العمل ولا يستطعن إلا بشروط مثل العمل في وسط نسائي 100 في المائة، و العمل بدوام جزئي.
في المقابل معظمهن يتمتعن بمواصفات مرتفعة جدا، مثل الشهادة الجامعية وبعضهن حاملات للماجستير ومعظمهن متخصصات في الإدارة والاقتصاد وأنظمة المعلومات أو الحاسب الآلي، لديهن مهارات في الحاسب الآلي، واللغة الإنجليزية، خبرة في العمل التطوعي الإداري والخيري.
ومع الوقت توقعت أن حل هذه المشكلة قد يكون العمل بدوام جزئي.
والعمل الجزئي هو عمل يؤدى في فترة زمنية تقل عن الدوام الكامل المقرر للتنظيم. ومن الممكن أن يقدم هذا العمل بالساعة أو بالقطعة أو بالمشروع.
ويطبق نظام العمل بدوام جزئي في كل دول العالم ونسبة 85 في المائة من العاملين به هن النساء حيث يقدر عدد النساء العاملات بدوام جزئي في بريطانيا بـ 13.7 مليون وفي فرنسا بـ 4.5 مليون تقريباً.
وسبب أن المرأة تمثل هذه النسبة الكبيرة من العاملين بالدوام الجزئي هو أن المرأة:
1- عليها التزامات العائلة كأم وزوجة.
2- سد لبعض الحاجات المالية.
3- عدم توافر عمل بدوام كامل وبشروط مناسبة.
4- القبول بأجور متدنية.
5- شغل أوقات الفراغ بالنافع والمفيد.
والعمل بدوام جزئي ظهر منذ 20 عاما بسبب أزمة العمالة في أوروبا وبتأثير من سياسات تشجيعية كالمساعدة المالية لأرباب العمل من أجل خلق وظائف بدوام جزئي وخفض المساهمات في صناديق الضمان الاجتماعي في الدول الأوروبية. وتطور العمل بدوام جزئي في بعض القطاعات (التجارة، الفنادق، المطاعم، الخدمات الخاصة والموجهة للشركات) ولدى فئات مهنية محددة خصوصا الموظفات من محاسبات أو بائعات أو عاملات منازل غالبيتهن لم تختر العمل بنصف دوام. وقد فضلن العمل لبضع ساعات بدل البطالة الكاملة وتقاضين غالبا أجرا أقل من الحد الأدنى مع دوام متحرك إلى أقصى الحدود.
وإذا كانت المرأة الأوروبية لجأت إلى العمل بنظام الدوام الجزئي فلا شك أن هذا النظام هو إحدى الوسائل التي تساعد جزئياً على حل مشكلة بطالة المرأة السعودية.
حيث بلغ معدل البطالة النسائية حسب إحصاءات وزارة التخطيط لعام 1424هـ 21 في المائة، وبما أن المؤسسات الحكومية والدراسات التخطيطية تعمل حالياً على وضع استراتيجية لعمل المرأة السعودية لذا لا بد من وضع خطة لإنشاء وظائف للعمل بدوام جزئي.

والحل الأكثر بساطة والأسرع هو إنشاء مؤسسة خاصة للتوظيف النسائي في عمل بدوام جزئي.
والحل على المدى الطويل هو اختراق ودراسة سوق العمل وإنشاء وظائف محددة للعمل بدوام جزئي حيث يتم توجيه قوة العمل المنشودة إلى أكثر القطاعات طلباً لهذا النوع من الوظائف وبتقنين مناسب وملائم وليس تركها للظهور وقت الحاجة بدون نظام واضح ومحدد.
وهذا هو الوقت المناسب للقيام بذلك فلا تنمية بدون تخطيط، وخطة التنمية الثامنة من أهم أهدافها وضع آليات تنفيذية لزيادة فرص عمل المرأة السعودية وتنويعها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي