حمى إجازة السبت!!
يبدو أن سلاح الشائعات هو الأكثر قوة في ظل غياب الشفافية والمعلومة، وكثير من المشاريع أو القرارات خاصة ما يتعلق بالإجازات أو الاستحقاقات الحكومية تمر قبل أن تصدر بموجة شائعات تضخمها حتى تخمد بقرار حكومي يخص الشأن نفسه.
حالياً لفت نظري الإسهاب المتداول حول جعل يومي الجمعة والسبت كإجازة أسبوعية لجميع الدوائر الحكومية والشركات والمؤسسات الخاصة، بديلاً ليومي الخميس والجمعة، والأمر لا ينطلق من كونه إشاعة بقدر ما هو حاجة ملحة، لكي نتوافق عملياً مع النظام العالمي، ولأجل أن يكون اتصال بلادنا بالعالم الخارجي متوافقاً مع الإجازة الرسمية لديهم.
تغيير موعد الإجازة خطوة جيدة وما نعلمه أن هناك دراسات حكومية قائمة لأجل تفعيل هذا الأمر لأجل التوافق ولو جزئياً مع ما تعمل به معظم دول العالم، هذا إذا ما علمنا أن هذا التوجه سيحقق الكثير من المكاسب الاقتصادية للقطاع الخاص وللدولة أيضا.
وقد يقول قائل إن الإشكالية الأكبر التي نعاني منها تذهب إلى الازدحام الشديد خلال أيام العمل ولن يكون استبدال السبت بالخميس حلاً ناجعاً لذلك لأن المشكلة المرورية ستستمر، وعليه فلا بأس إن استمرت الإجازة للمدارس والجامعات خلال يومي الخميس والجمعة، وبدلت للدوائر الحكومية والقطاع الخاص والشركات بيومي الجمعة والسبت وحسبي أن مثل ذلك سيمنح يوماً مريحاً من الازدحام، فكيف إذا كان هذا اليوم هو مطلع الأسبوع الذي يعنى بكثير من التحفز والازدحام أكثر من غيره.
ولأن الشائعة تموج وتتحول حسب توجه الموقع الذي تصدر منه، وبما يجعلها تتسرب من مكان ومجتمع إلى آخر كالريح، فهناك من يبلورون شائعاتهم بما يتوافق مع أهوائهم. بل يحاولون صياغتها وفق المطلوب، وفي أحد اللقاءات كان الرفض قائماً وحاداً لتغيير موعد الإجازة من الخميس إلى السبت، ليعبر عنه أحدهم بقوله: "الله لا يقوله أن يكون يوم السبت يوم إجازة، لأن هذا تشبهاً بالغرب الذي جعل إجازته يومي السبت والأحد متناسباً مع طقوسه الدينية " ولم يكتف صاحبنا بذلك بل أضاف قائلاً:" إذا تم التنازل بجعل السبت إجازة سيأتي اليوم الذي سيكون يوم الجمعة يوم عمل أيضا".
هذه بعض من الشائعات وقد تكون أشدها تشاؤماً.. لكن بصفة عامة فنحن نحتاج إلى وعي شديد ولاسيما أننا الآن في زمن العولمة والأسواق المفتوحة، وعبر تاريخنا الحديث المتطور لم يسجل أننا تخلينا عن ثوابتنا الدينية والاجتماعية مهما كانت الحاجة والدوافع، مع التحية لصاحبنا المذكور!!.
مدير التحرير مجلة "المجلة"