وامعتصماه

أحسنت المملكة العربية السعودية صنعا عندما استدعت سفيرها لدى الدنمارك احتجاجا على تلكؤ حكومة كوبنهاجن في اتخاذ إجراء بشأن ما نشر في صحفها من رسوم كاريكاتورية تسيء إلى الرسول الكريم محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم. وهذا الإجراء من حكومة المملكة وإن كان الوحيد من بين حكومات الدول العربية والإسلامية فإن المفترض إجراءات أشد مثل طرد السفير الدنماركي أو إغلاق سفارة المملكة هناك أو حتى قطع العلاقات. والمفترض أيضا أن تعمل ذلك كل الدول العربية والإسلامية فإذا لم نتحرك بكل شدة وحزم لمن أساء لنبينا أكرم خلق الله فمتى نتحرك؟ أستغرب الصمت وعدم التحرك من حكومات الدول العربية والإسلامية حتى الآن ما عدا حكومة المملكة التي استدعت سفيرها. ماذا لو أن جنديا عربيا دخل حتى لو بطريق الخطأ إلى حدود دولة عربية أخرى لقامت الدنيا ولم تقعد ولوضع الجيش في حالة طوارئ وأعلنت حالة التأهب. لكن أن تنشر عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم صور تسيئ إليه فهذا أمر فيه نظر لدى البعض. إن من يسيء إلى النبي فإنه يسيء للمسلمين جميعا فهل، وصل بنا الهوان والخضوع إلى هذا؟! الحد أين الانتصار للإسلام ونبي الإسلام؟! إن صمتنا وقلة حيلتنا هما اللذان جعلا أعداء الإسلام يتطاولون عليه. لقد عبرت الشعوب عن غضبها أكثر من بعض الحكومات. إنني أكبر تلك النخوة الإسلامية في المؤسسات والمحلات في المملكة التي قررت مقاطعة المنتجات الدنماركية، والمفترض أن تقوم جميع الدول العربية والإسلامية بمقاطعة منتجات تلك الدولة التي أساءت صحفها لأكرم خلق الله. متى سنتحرك عربا ومسلمين حكومات وشعوبا إذا لم نتحرك في هذا الوقت. هل ننتظر إهانة، لنا ولديننا وعقيدتنا ونبينا أشد من تلك الإهانة، أم ننتظر حتى نتلقى الإهانات تباعا؟! للأسف أن بعضنا عربا ومسلمين تعتريه النخوة والشهامة لو انهزم منتخب بلاده بل قد تحدث قطيعة بين دولتين بسبب تافه. أما أن يتعرض نبي البشرية لما تعرض له في صحف الدنمارك فذلك أمر فيه تفكير لدى البعض. أيننا من المعتصم الذي هب لنصرة امرأة أهينت في إحدى بقاع الدولة الإسلامية فجيش الجيوش لأخذ حقها ممن أهانها. فكيف لو أن المعتصم بيننا الآن يرى ويسمع ما يلحق بالنبي محمد، صلى الله عليه وسلم من الإهانة؟ للأسف لم نرث تلك الصفات من المعتصم فضعفنا واستسلمنا فأصبحنا لقمة سائغة لا يحسب لها الآخرون أي حساب. في مؤتمر الحج الأخير نوقش هذا الموضوع وظهرت توصيات لكن أين الفعل الذي يجبر الحكومة الدنماركية على اتخاذ إجراءات رادعة لمن أساءوا إلى النبي. ما دمنا ننظر للأمر على أنه لا يمس أمن الدول العربية والإسلامية ولذلك فلا عجلة في الأمر، وما دام البعض ينظر إلى الموضوع على أنه كلام جرايد ولا يستحق إفساد العلاقات مع دولة أوروبية، وما دام الأمر ينظر إليه بهذا الشكل المبسط للأشياء فمتى تكون نظرتنا قوية إذا كان نبي البشرية يتعرض لتلك الإساءات ولم نتحرك؟! فمتى سنتحرك؟! عندما تكون الإساءة لعلم البلد أو لنشيد البلد أو لصورة رئيس البلد؟! حتى القنوات الفضائية العربية لم تعط هذا الأمر أهمية بل إن قناة مثل الجزيرة تتصيد الأخبار على بعض الدول العربية فتعطيها أكبر من حجمها، لم تتحدث عن هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد. أم أن هذا الموضوع لا يدخل ضمن سياستها الموجهة. إذا لم تهب الدول العربية والإسلامية هبة رجل واحد ضد من أساء لنبينا محمد فسوف تتلاحق علينا الإساءات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي