<a href="[email protected]">[email protected]</a>
لم يعد الأمر يحتمل.. تخبط وضياع .. وثروات تحترق في الهواء ولا أحد يعلم ما يجري في السوق. غموض كبير وصمت مطبق، لا يمكن أن يقبل به عقل. فقط نريد أن نعلم لا أكثر ولا أقل. هل نحن جزء من الاقتصاد الوطني أم ترى أن سوق الأسهم أصبحت كالابن العاق الذي يدعى عليه ليل نهار حتى واجه مصيره المشئوم.
أكثر من 1200 نقطة يفقدها المؤشر في يوم واحد تدخل الجميع في دوامة لا يمكن الخروج منها وتساؤلات لا تجد إجابة عنها! هل نحن في سوق للأسهم أم في صالة للمقامرة والعياذ بالله؟ لا نريد نصائح من أحد، ولا التذكير بمآثر القول التي دبجها الخطباء، فنحن في سوق تشتعل بنيران الدمار، تتسول من يتدخل لإطفائها إرضاء لله, عز وجل, وحفاظا على أموال المواطنين من الضياع. سوق الأسهم، مهما حصل فيها من تجاوزات وخلقت من معضلات، تبقى كما قدر لها أن تكون، رافدا من روافد الاقتصاد الوطني، وقاعدة أساسية لخلق النقود، وتنشيط الاقتصاد وزرع الثقة بقطاعات الدولة الاقتصادية وتقبل مشاريع الخصخصة المزمع تنفيذها.
إنقاذ السوق مما وصلت إليه هو إنقاذ للاقتصاد الوطني وإنقاذ للمواطنين من براثن الفقر الذي يوشك أن يطبق عليهم بسبب هذا الانهيار الخطير. ماذا عسانا أن نقول لمن استمع لقول المتحدث الرسمي باسم هيئة السوق المالية حين قال قبل أكثر من شهر تقريبا "سيندم من يفرط في الأسهم الاستثمارية في هذا الوقت" قد ندم مَن لم يفرط فيها قبل شهر، فمن باع في ذلك الوقت حمى نفسه من خسائر فادحة. من يتحمل المسؤولية؟ لا نريد أن نعرف فقط نريد أن نحفظ ما بقي من أطلال السوق، ونريد أن نعيد البسمة للمواطنين والمواطنات الذين يواجهون المصائب المتتالية التي لا يمكن الفكاك منها.
ما زالت السوق تعاني كثيرا من الانهيار الكبير، وهي في حاجة ماسة إلى إعادة الثقة، أما المستثمرون، وعلى الرغم من خسائرهم الفادحة، إلا أنهم أصبحوا أكثر دقة في تحليل المعلومات ذات العلاقة بسوق الأسهم من أي وقت مضى؛ فهم لا يريدون أن يغامروا في سوق تبرأ منها أصحابها، حتى يتأكد لهم عكس ذلك. يريدون أن يلمسوا خططا واقعية لحماية السوق من مواصلة الانهيار ومن ثم العودة بها إلى نقطة التوازن، حيث المنطقة الآمنة للتداول.
المستثمرون بدأوا بالفعل في تحليل السوق وتحديد اتجاهها اعتمادا على ما يصدر من قرارات رسمية يمكن من خلالها الكشف عن رغبات الآخرين. بمعنى آخر، يمكن القول إن هناك رسائل تطمينية تصدر عن سلطات السوق وأخرى تحذيرية يمكن الكشف عنها بسهولة، وهي رسائل لا يمكن أن تمر على المستثمرين دون أن يتعاملوا معها بالأسلوب الأمثل. خبر اكتتاب مدينة الملك عبد الله الاقتصادية الذي نُشر في الأمس كان من ضمن الأخبار التحذيرية التي دفعت المستثمرين إلى الخروج من السوق بطريقة جماعية ما أدى إلى خسارة المؤشر أكثر من 1200 نقطة في يوم واحد. الاكتتابات الجديدة تعمل على سحب السيولة من السوق وتؤدي بالكثير من المستثمرين إلى تسييل محافظهم ما يؤدي إلى الضغط المباشر على الأسعار, كما حدث يوم يوم السبت.
نداء نوجهه لهيئة السوق المالية، إن كانت مهتمة بالفعل بحماية السوق والعودة بها إلى نقطة التوازن، أن توقف الاكتتابات الجديدة رحمة بالسوق والمتداولين، وأن تصدر بيانا صريحا يوضح بجلاء عزمها على تعليق الاكتتابات الجديدة وتأجيلها إلى أجل غير مسمى حتى تعود السوق لوضعها الطبيعي.
تأجيل الاكتتابات وسيلة ناجعة لتطمين السوق ودعمها من خلال إبقاء السيولة فيها، وعدم تشتيتها في الاكتتابات الجديدة، أسوة بالأسواق المالية المجاورة.