الاستثمار في الإنسان ..الاستثمار الأمثل للأوطان

إرث هي الأساس إذا تحدثنا عن معنى هذه الكلمة باللغة الإنجليزية تمشياً مع موضة اللغات التي أصبحت أساسية في فنون التخاطب الحديث, وإرث هي الموروث الوطني وأهم هذا الموروث هما اثنان "الأرض والإنسان" فالإنسان هو من يعمر الوطن وهو الذي يقوم بالبناء بكل مشتقاته الأساسية والكمالية فإذا سلمنا أن لابناء بدون "بناة"، بدون أيدي وعقول وحماس أبناء الوطن. مهما أستعنا بجميع الموارد البشرية الوافدة من كل أرجاء المعمورة ونحن عن قصد أو عن غير قصد "نهمل" بناء الإنسان كإنسان وليس كجثة تكبر وتتحملق وتسير على قدمين بدون أدنى مردود عملي لوظيفتها الأساسية. والتي تتمحور في عملية البناء لكل ما هو غير صالح للاستعمال بدون بناء. ولأن هذا الإنسان هو ذاته "إرث" مهم وبالغ الأهمية ليتولى بدوره بناء كل ما يحيط به من أرض وسماء وفضاء بينهما حتى يمكن للآخرين ممن يحتاجون إلى قدراته البدنية، النفسية، العقلية، العلمية، الإبداعية، والإنسانية أن يعيشوا كما يجب ويتمتع أفراد هؤلاء لبعض بالحياة الكريمة ضمن منظومة وطن كبير لديه نواقص حادة في بناء الإنسان كما يجب. هذا لا يغيب أننا نتجاهل وسائل البناء التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين .. ولكن لنكن على درجة عالية من الشفافية والصدق مع الذات فنحن نحدث أنفسنا ونعترف لها بنواحي القصور من أجل ماذا يا ترى؟ الجواب يقفز أمامي قائلاً أنا هنا حاولي قدر الإمكان إلقاء بعض الضوء على شخصي المتواضع وها أنا أرحب به ليقدم لكم نفسه باختصار شديد قائلاً أنا المصلحة العامة بل أننا من يعول عليه أن يقف حاملاً بيده سراجا من نور تضيء كل نواحي الظلام في مسيرتنا نحو البناء المتكافل. فالمصلحة العامة با أيها السيدات والسادة هي الأساس بل هي الركيزة الأولى فعندما نضعها نصب أعيننا فإننا نسير حتماً على أول الطريق السليم الموصل للحضارة التي تنشد. وبناء الإنسان أساس المصلحة العامة بل من الأولويات. وأحمد الله كثيراً أنني أحمل هذا الشعار منذ سنوات طويلة. وأتابع كل ما يطرح حول توجهي هذا لأوكد لكل من كان يقلل من هذا الشأن أنني أسير وفق طريق مأمون الجوانب وحتماً سيؤدي بي نحو أكبر كنز مغمور لن يمكننا فك طلاسمة أو أرقام شفرته إلا بالعمل على ذلك ولقد كنت قبل عدة أيام أشارك في المنتدى الاقتصادي الرابع لدول مجلس التعاون الخليجي بورقة عمل عن الاستثمار في الإنسان ولحسن المصافدة أن كانت ورقتي في اليوم الأول السبت بتاريخ 17/12/2005. وتزامن ذلك مع مؤتمر القمة الخليجي المقام في أبو ظبي. فلقد صدر عن هذه القمة الخليجية توصيات كان أهمها "الاستثمار في الإنسان الخليجي" فرحت كثيراً لهذه التوصية المهمة والتي تعزز كل الجهود المخلصة التي يبذلها كل أبناء الخليج في هذا المنحى وجهودي التي ظلت طوال هذه السنوات لا أحيد عنها ولا أرضى لها بديلاً كثروة وطنية هي الأساس لكل أنواع الاستثمار والتي لن تتأثر أبداً بكل عوامل التعرية وقوانين العرض والطلب وانتهاء الصلاحية فالإنسان هو الثروة الرئيسية وبدونه لا يمكن لنا أبداً أن ننمي ثرواتنا المادية. اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.

** خاتمة: (صدقوني لن يقعد في البير إلا حصاها)

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي