"مشاهداتي في اعتزال الثنيان"

سعدت كثيراً عندما أتيحت لي الفرصة لحضور حفل اعتزال النجم يوسف الثنيان الأربعاء الماضي. لقد كان حفلاً جميلاً ورائعاً بروعة الثنيان، هذا في داخل الملعب، لكن ما كدرت علي الاستمتاع بهذا الاحتفال أمور حدثت لا علاقة للاحتفال ولا القائمين عليه بها، إنما هي أشياء شاهدتها في طريقي للملعب وأثناء وجودي وعند عودتي من الملعب. أنا لم أدخل ستاد الملك فهد قبل هذه المرة منذ إنشائه وأظن أنني لن أدخله مرة أخرى، نظراً لما واجهته من مواقف. منها أنني استغرقت من الوقت للوصول إليه من طريق الملك عبد الله حيث أسكن، ساعة ونصف ساعة بسبب الازدحام الشديد خاصة في التقاطعات الثلاثة التي تعترض القادم للملعب من طريق الدمام، حيث لا رجال مرور ولا دوريات فكان تجاوز التقاطع أشبه بالمعركة بين السيارات وكانت السيارات تعتلي الرصيف الجانبي لتهرب من الازدحام، بل إنني شاهدت بعض السيارات وهي عالقة في التراب المحاذي للرصيف أو عالقة في طرف الرصيف وكان منظراً مؤلماً أن تبقى حبيس سيارتك لا حول لك ولا قوة، والسبب أنه لا يوجد جندي مرور واحد في ذلك التقاطع ينظم السير. عندما تخلصت من التقاطع الأول راودتني نفسي بالعودة إلى المنزل عندما شاهدت طابور السيارات يصطف في الطريق بسبب التقاطع الثاني ولكن أولادي كانوا مصرين على الحضور ولذلك تحملت وصبرت. وصلنا الملعب الساعة السادسة والربع وكلما توجهنا إلى بوابة لدخول المعلب وجدناها مغلقة حتى وصلنا إلى البوابة 37 فوجدناها مفتوحة فدخلنا والغريب أن المقاعد أمام البوابات المغلقة كانت فارغة، تذكرت بعض رحلاتنا الجوية عندما تأتي للحجز عليها يقولون لك إن المقاعد جميعها محجوزة "فُل" وعندما يقدر لك الصعود على أحدها إما بالواسطة أو عن طريق الانتظار تفاجأ بأن معظم المقاعد خالية!
جلسنا وانتظرنا طويلا حتى يبدأ المهرجان وطال انتظارنا رغم أن التذاكر مكتوب عليها تبدأ المباراة الساعة 7:30، ولكن لم يبدأ الاحتفال إلا الساعة 8:30. في هذه الأثناء ومن شدة التعب والانتظار يرغب الواحد منا أن يشرب ماء أو عصيرا أو يذهب لدورة المياه لكنك تفاجأ بأن رجال الأمن الذين على البوابة يقولون لك إن خرجت فلن نسمح لك بالعودة وسوف تُقفل البوابات بعد قليل. هل المهرجان والاحتفال متعة أم سجن وعذاب؟ لقد تجادلت مع أحد رجال الأمن عند البوابة 37 من أجل أن يسمح لأحد أولادي لكي يذهب لدورة المياه وكان يرفض دخوله عند العودة حتى كاد الولد أن يفعلها على نفسه لولا تدخل بعض الخيرّين وضغطهم على رجل الأمن لكي يسمح له فرضخ لضغطهم ولبكاء الولد من شدة الألم بسبب الاحتباس.
بدأت المباراة وعند منتصف الشوط الأول أحترق جزء من ثوبي بسبب سيجارة طوح بها أحد الجماهير خلفي. تحملت وكذا تحملت أنا وغيري علب الماء الفارغة التي تتساقط على رؤوسنا وصعوبة الخروج من الكرسي بين الشوطين وكان كل من يُفسح الطريق لي متجهماً غاضباً وكأنهم يريدون مني أن أبقى حبيس المقعد لخمس ساعات متواصلة. لماذا نحن هكذا نُحيِل الفرح والاحتفال إلى غضب وتجهم واعتداء على الناس. هذا غيض ن فيض وما شاهدته وسمعته بعد المباراة من تصرفات وكلمات نابية بعيدة عن الأخلاق الرياضية والإسلامية كل ذلك سبب لي صدمة في الدخول للملاعب مرة أخرى.

كاتب رياضي
شقراء ـ فاكس: 016220848

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي