القمة الإسلامية

يتساءل الكثيرون عن القمة الإسلامية الاستثنائية التي اختتمت بالأمس في رحاب مكة المكرمة، هل نجحت في أهدافها وغاياتها؟ وهل استطاع الزعماء والقادة إرسال رسائل ذات أهداف وأبعاد متنوعة خصوصا لمن يحملون رؤية متطرفة؟ أو الذين يشككون في قدرات العالم الإسلامي فنقول للعالم إن اجتماع قادة وزعماء يحملون استراتيجية واحدة ويريدون لدولهم ولشعوبهم أن تخرج إلى بر الأمان وهي مسلحة بكل أنواع الأسلحة الحديثة وينهلون من مناهل الدين الإسلامي الحنيف، العذب النقي، لهو خير رسالة توجه إلى العالم وخصوصا إلى أولئك الأشخاص، والجماعات المتطرفة والتي سعت وتسعى عبر أعمالها الشريرة لتدمير أهداف الدين الإسلامي والقيم والمثل العليا، التي جاء بها الرسول الأعظم محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وقد تم توجيه العديد من الرسائل العالمية
والتي تحتضن الكثير من المعاني السامية وأقوى وأعظم هذه الرسائل ما وجهت إلى الأمة الإسلامية، إلى كل مسلم مخلص وغيور أن ننظر إلى أنفسنا ونعمل بجد وإخلاص ويجب أن نحارب الفكر المنحرف، ونحارب الجهل، ونحارب الفقر فإذا ما عملنا وأخذنا بزمام الأمور فإننا سننجح ونصل إلى بر الأمان، وأما إذا اتكلنا وتخاذلنا فلا بد أن نصل إلى المصير، الذي تسعى إليه كل الأطراف الشريرة والذين لا يسعدهم أن يروا أو يسمعوا أن العالم الإسلامي استطاعت أن تخترع وتبرز في الساحة العالمية.
 صحيح أن العالم الإسلامي لديه مشاكل وصعوبات ولا يمكن حلها إلا إذا توافر لها من الوسائل والسبل الكفيلة بتذليل الصعاب ووضع استراتيجية والأهم من كل ذلك الإرادة القوية للوصول إلى هذه الأهداف والغايات.
إن القادة والزعماء نجحوا في تشخيص الداء، الذي تعاني منه الأمة الإسلامية ووصفوا الدواء الناجع لها ولم يبق لها إلا أن تنتهج هذا النهج لتخرج إلى بر الأمان.
وهذا كل مرده إلى الرؤية السياسية والبعد الاستراتيجي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، هذا القائد والزعيم الموهوب والذي منحه رب العزة والجلال هذه الصفات فقد اثبت للعالم أنه لا يحمل فقط هم شعبه وإنما هم الأمة الإسلامية قاطبة وأنه يعمل ليل نهار لرقي هذه الأمة وإسعادها والوصول بها إلى بر الأمان.
وها هو حفظه الله قد نجح في مبادرته الكريمة واستطاع تشخيص الداء وقدم للعالم الإسلامي عبر مؤسساته وهيئاته العلاج والدواء الناجع.
إن الدعوة إلى الحوار بين المذاهب السماوية وتطهير الأمة الإسلامية من الفكر المنحرف والقضاء على جميع أنواع الظلم والقهر والعمل على التنمية لهي السبل الكفيلة بحول الله وبقوته بأن تنهض الأمة من كبوتها وتواكب المسيرة وهذا لا يمكن أن يتحقق دون توحيد الكلمة والرأي.
إن القمة الإسلامية الاستثنائية قد نجحت بمبادرة سعودية، وشعوب الأمة الإسلامية تنتظر أن تفعل هذه القرارات والعمل على إنجاز ما تم الاتفاق عليه وهذا يتطلب المتابعة والعمل الشاق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي