الأندية لم تعد أماكن جذب للشباب
<a href="mailto:[email protected]">AL-yousef99@hotmail.com</a>
أنشئت الأندية في المملكة لكي تكون مكان جذب للشباب يقضون فيه وقت فراغهم في ممارسة الأنشطة المختلفة سواء الرياضية أو الثقافية أو الاجتماعية أو الترفيهية. وقد كان هذا هو حال الأندية في السابق. لكن الحال تغير فأصبحت الأندية للأسف حكراً على اللاعبين المسجلين رسمياً في النادي الذين يشاركون في المسابقات فقط أما بقية الشباب فلم يعد لهم أي مكان في النادي بسبب تركيز معظم الأندية على النشاطات الرسمية التي ترى أنها سوف ترفع من شأنها في ترتيب الفرق في المسابقات سعياً وراء الإعانة. وبهذا همشت الأندية دور قطاع كبير من الشباب لا مكان لهم في فرق النادي الرسمية، وبذلك أصبحت الأندية أماكن طاردة للشباب بدل أن تكون أماكن جذب لهم. فلجأوا إلى الاستراحات وإلى الشوارع وإلى ممارسة بعض الأعمال المنافية للأخلاق نظراً لعد وجود المكان الملائم كالنادي لقضاء وقت فراغهم. والواجب على الأندية ألا تهمل هؤلاء الشباب في ظل تركيزها على لاعبيها ونتائجها في البطولات. بل يجب عليها أن تفسح المجال لجميع الشباب لارتياد النادي وتوفر له المكان والوقت الذي يمارس فيه ما يرغب من الأنشطة. فلو أن كل ناد فتح أبوابه وملاعبه في الأوقات التي لا تتدرب فيها فرقه الرسمية للشباب لكي يستفيدوا من أوقات الفراغ لديهم فيما يعود عليهم بالفائدة البدنية والعقلية وشغل وقت هؤلاء الشباب وزاد من ارتباطهم بناديهم كما أنه قد يستفيد من الكثير منهم ممن لديه إبداع في لعبة من الألعاب أو نشاط من الأنشطة. فكم من المواهب مدفونة تحتاج إلى من يكتشفها ويتيح لها الفرصة. كما أن دور الأندية الحقيقي حفظ الشباب وشغل وقت فراغهم وليس تحقيق البطولات فأغلى بطولة يحققها أي نادي هي أن يوجد بداخله أكبر عدد من الشباب فهذا هو الانتصار الحقيقي، كما أن صرف الأموال على تهيئة المكان والوقت لشباب البلد لممارسة هواياتهم هو الاستثمار الحقيقي بدل صرفها على لاعبين ومدربين من شتى البلدان، فكيف يعتقد البعض أنه يخدم البلد والرياضة والشباب وهو يبخل عليهم بأن يتيح لهم الفرصة لاستغلال مرافق النادي بينما هو يفتح النادي على مصراعيه للاعبين المحترفين الذين أفرغوا ميزانيات الأندية مما جعلها تدعي الفقر والحاجة بينما شباب البلد يتمنى أن يدفع فلوسا لتتاح له الفرصة لدخول النادي وممارسة هواياته وأكبر دليل الإقبال الكبير من الشباب على المراكز الرياضية الخاصة. لو عملنا إحصائية لعدد المستفيدين من أندية الرياض الأربعة كمثال فقط لوجدنا أن العدد قليل مقارنة بأعداد الشباب الهائلة في العاصمة والسبب أن تلك الأندية حصرت خدمتها على اللاعبين المسجلين رسمياً ويمثلون النادي في المباريات والبطولات. وهذا الأمر هو الذي صرف الشباب مجبرين إلى المقاهي وإلى الشوارع للتفحيط وإلى الأسواق لمضايقة الناس وإلى ما هو أخطر من مخدرات وإرهاب وغيرهما. فعلى مسؤولي الأندية والرئاسة العامة لرعاية الشباب أن يعيدا للأندية دورها الحقيقي لتكون مكان جذب آمن ومغر للشباب لحفظهم وشغل وقتهم فهم أحق من غيرهم بالاهتمام، والأندية ينبغي لها أن تكون خير عون للمنزل والمدرسة في تربية الشباب وحفظهم من مزالق السوء.