Author

نظام الحملات متى ينتهي؟

|
يثير استغرابي ودهشتي السياسة المتبعة للحملات التي تتم في بلادنا, فمرة نسمع عن "حملة مرورية لمحاربة السرعة" وحملة "سعودة الوظائف" وأخرى "حملة البلديات على المحلات التجارية" وحملة "وزارة التجارة على الغش التجاري" وحملة "ترشيد المياه" وحملة "نظافة شوارع الرياض أو غيرها" وحملة "العمالة الوافدة غير النظامية" وغيرها من الحملات التي تنتهي طوال العام, المثير في هذه الحملات أنها تتم لأيام أو أسابيع ثم تنتهي, ثم نعود للسيرة الأولى وكأن شيئا لم يكن. لماذا هذه السياسة المتبعة بأسلوب " الحملات " لماذا لا تكون خططاً استراتيجية, لها أنظمتها وقوانينها وعقوباتها, وجهاتها الرسمية الواضحة التي تضع الخطط لها والاستراتيجيات على مدى سنوات, منها ما يطبق فعلا على أرض الواقع أو ما يتم سنه من قوانين وأنظمة تكون سارية على الجميع, لماذا الإصرار على أسلوب الصدمة في محاربة المخالفات والتجاوزات, لماذا لا يعتمد أسلوب الخطط متوسطة وطويلة الأجل, فهل المرور حين يحارب المخالفات المرورية لأسبوع أو نحوه, أن يكون بعدها غير مسؤول عما يحدث من مخالفات وتجاوزات بنفس المتابعة والتشدد والعقاب, وهذا ينطبق على كل حملة تتم, سواء لمحاربة العمالة السائبة, أو الغش, أو النظافة أو غيرها, يجب أن يكون لدينا نهج ووضوح وسياسة لا تلين ولا تنتهي بأيام وأسابيع, يجب أن نكون أكثر استراتيجية وتخطيطا بدلا من أسلوب الحملات الوقتية الطارئة لحالة ظرفية طارئة. ما يعيب الأنظمة لدينا أنها غير مطبقة بفاعلية كاملة أو شبه كاملة, وأنه لا يوجد الكادر الكافي للقيام بالعمل, وأكثر الأمثلة وضوحا هو المرور الذي سبق وكتبت أنه الحاضر الغائب, فهو لا يزال يتبع سياسة الحملات لا التخطيط الاستراتيجي الدائم الذي لا يتوقف, بل أسلوب الحملات مستمر، وهذا مكلف ماليا وبشريا باتباع أسلوب الاستنفار والحالة الطارئة, والسؤال لماذا كل هذا؟ هل اكتشفنا اليوم فقط حجم المخالفات الهائلة والقتل المستمر في الشوارع ؟ هي موجودة كل يوم وطوال السنة, فهل يعني حملة يوم أو أسبوع أن المشكلة انتهت؟ لا بالطبع, والقياس هنا على كل شيء بلا حدود. إننا نفتقر إلى الرؤية البعيدة المدى, ونفتقر إلى تطبيق القوانين والأنظمة بحذافيرها وهي لا تنقصنا لكن من يطبقها بفاعلية وسرعة وقوة تردع كل مخالف ولا تراجع عنه, ولكن ماذا يفيد أسلوب الحملات الطارئة والوقتية؟ فهو علاج مسكن وليس حلا جذريا ناجعا مهما تم فعله في هذا الجانب, وثقافة ما ترسخ لدى الناس يصعب تغييره بمشهد يوم في السنة قد لا يتكرر.
إنشرها