شكرا لمن فهمني وسامح الله الآخرين

في البداية أشكر جميع من أحسن الظن بي من خلال مقالتي الأسبوع قبل الماضي عن العرضة السعودية في المناهج المدرسية فهؤلاء جزاهم الله خيرا فهموا قصدي من المقال ولم يفسروه على تفسيرات أخرى كما فعل البعض. فمغزى المقال ليس المطالبة بإلغاء معرض الشريط الإسلامي أو الإفطار الجماعي، لكن المغزى الحقيقي من المقال هو أن هناك انتقائية من البعض في تنفيذ القرارات التي تصدر من أعلى سلطة في البلد أو من الوزارة أو من أي مسؤول آخر. فما طرحته مثال على تلك الانتقائية ولم أكن أقصد أن أقول إن العرضة أهم من الشريط الإسلامي أو الإفطار الجماعي أو أن أفتي هل العرضة حلال أم حرام فالفتوى لها رجالاتها. وهذا المثال على الانتقائية ليس مقصوراً على تنفيذ القرارات, بل أيضا على بعض الفتاوى التي تصدر من كبار العلماء, فهناك فتاوى يُحتفى بها وتبرز في كل مكان وتوزع على الناس، وفتاوى لا تلقى تلك الحفاوة مثل فتوى الشيخ محمد بن عثيمين, رحمه الله, بتحريم مكبرات الصوت على منارات المساجد. والواردة في كتابه "الضياء اللامع في الخطب والجوامع" ص469.
ليعلم الجميع أنني لست من عشاق العرضة وأنني من أول المبادرين لاصطحاب أولادي لمعرض الشريط الإسلامي والإفطار الجماعي. وهذا الكلام لم أكن أرغب في ذكره, لكنني ذكرته رغما عني لكي أدفع عن نفسي تلك التهم التي كالهالي كُتَّاب الإنترنت خلف أسماء مستعارة ولو أنهم كتبوا بأسمائهم الصريحة لما احتجت إلى ذكر ذلك.
رغم أن أحدهم سمى نفسه "أبو الصراحة" فكيف يكون أبو الصراحة وهو لا يكتب اسمه الحقيقي فهذا سامحه الله خلط عباس مع دباس. والذي أعرفه أن من يدافع عن الإسلام والمسلمين ولديه غيرة على الدين وأتباع هذا الدين لا يخشى في الله لومة لائم، فلذلك كان المفترض أن يكتب اسمه الصريح بدلا من الاختباء وراء اسم مستعار "الراكد"، ومعروف أن الركادة زينة لكن ليس بالتهجم على الآخرين ونعتهم بأنهم ليبراليون! أو نكرات أو كلمة لاكثر الله جنسه "يقصدني" أو أن يقول عني "فض الله فاه" أو أنني منحرف وأبث سمومي وأنني أقول الإفك وغيرها كثير لا ينبغي أن تقال من رجل يدعي أنه يدافع عن الإسلام والمسلمين. فهل مثل هذه الكلمات تعتبر من حرية الرد أبدا. إنها من نوع رمي الناس بالسب والشتم.
وأنا طبعا لا أنزل إلى مثل هذا المستوى من لغو الكلام ولن يثنيني مثل هذه العبارات التي لا ينبغي أن نتداولها في مثل هذا المقام. فمثل هذا الذي يختبئ وراء الإنترنت باسم مستعار هم من وصفهم الأستاذ عبد الله بن بجاد العتيبي "الإرهابيون إلا ربع"لأنهم لم يتبق لهم إلا أن يحملوا الرشاش والقنبلة والحزام الناسف.
أعود إلى المقال وما صاحبه من سوء فهم من البعض لكي أوضح للجميع أننا كلنا مسلمون وليس الإسلام والتدين حصراً للبعض فكلنا أبناء فطرة ونعرف الحق من الباطل وليس هؤلاء البعض هم من سيشكك في إيماننا وبتمسكنا بثوابت الدين الحنيف. لكن اللي على رأسه بطحاء يتحسسها. وأنا ولله الحمد ليس على رأسي سوى الطاقية والشماغ والعقال. فلماذا هذه الإقصائية لمن يتحدث بصدق وبوضوح ثم لا يفهمون ما يقول فيبدأون ممارسة الإرهاب الفكري معه. حتى أن بعضهم يقول لي لقد أخطأت علينا نحن المتدينين وكأن الدين لهم وحدهم. في نهاية كلامي أشدد على أن الانتقائية غير مرغوبة لا في التنفيذ ولا في الفتاوى فكل ما يصدر من فتاوى أو قرارات ينبغي أن تأخذ الحيز نفسه من التنفيذ والبروز دون تحيز والله أعلم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي