Author

ماذا بعد مرحلة التصحيح.. الدروس المستفادة ؟

|
أكتب لكم هذه المقالة بعد إغلاق يوم الأحد الذي معه أغلقت السوق في الفترة الصباحية عند 17.792.39 نقطة ومرتدة بما يعادل 215.90 نقطة. ولن أتطرق الآن لأي تحليل عن السوق لأنني أكتفي الآن بتحليل يوم الجمعة كالمعتاد، ولكن ما أود التركيز عليه هنا هو الدروس المستفادة من "الأزمة"، التي مرت بالسوق وتسجيل النسب الدنيا لمعظم الشركات فيها، فأصبح سهم الراجحي كالباحة، وسهم بنك الرياض كبيشة الزراعية، وسابك كشركة شمس. أستخلص الدروس المستفادة للجميع سواء لهيئة سوق المال، للبنوك، للمتعاملين، للصحافة والإعلام، كيفية معالجة الأزمة التي مرت، ونحن مازلنا نعيشها على أي حال، ولكن سأذكر أبرز الدروس المستفادة من هذه الأزمة: - للهيئة أن تهتم بمعالجة التوقيت للقرارات التي تصدرها. وأدرك أن لها مبررات بتوقيتات القرارات والشائعات كثيرة ولا أرددها هنا طبعا، لكن كان من المهم التوقيت الجيد لعدم خلق أي اهتزازات للسوق وبأسلوب "الصدمة"، وأن تضع تصورا وتهيئة كافية من كل الجوانب، وهذا كان مفقودا حقيقة . - أهمية أن تدرك الهيئة أن المتعاملين بالسوق ليست مستوياتهم واحدة لا علميا ولا ماليا، وهذا يعني مراعاة مستوى الوعي وتقبل المعلومات والقرارات أنها تحتاج إلى جهد مضاعف. - هل لدى الهيئة إدارة تختص بالأزمات فيما لو استمر الوضع أو قد يستمر لا نعرف حتى الآن؟ وما خططها البديلة؟! - نظام تداول وهو مرتبط "بتداول" سيئ جدا وواجه السوق مصاعب وعوائق كبيرة، والكل يرمي المسؤولية على الآخر، من تداول للبنوك للاتصالات السعودية، والضحية هذا المسكين المتداول اليومي ماذا يفعل ومن ينصفه؟ - يجب أن يدرك المتداولون أن الأسهم التي تضخمت أسعارها (سبق أن نشرت تحليلا عن الشركات التي لا تستحق أسعارها في 24 أيلول (سبتمبر) 2005) وهي لا تستحق ربع أسعارها، وهي تسجل النسب الدنيا دون أي قوة شراء لأنها في الواقع لا تملك أي مبررات لتصل إلى الأرقام التي وصلت لها. إذا نستفيد من ذلك أهمية معرفة القيمة العادلة للسهم لكي يتم تحديد قرار الشراء، وأنها أسهم مضاربة لشركات خاسرة مهما كانت المبررات والتوصيات، والتوجه يكون للأسهم الاستثمارية الكبرى التي انخفضت فعلا، لكن تظل هي الخيار المستقبلي الذي لا يخسر وهي معروفة في السوق. - أهمية الآن مراجعة القوائم المالية للشركات مع قيمتها السوقية. سيكتشفون لماذا شركات حتى الإثنين وهي تسجل نسبا دنيا، ودون أي مؤشرات إيجابية. وأطرح سؤالا واحدا: هل فكرت بأي سهم تشتريه ماذا سيقدم لك بعد سنة؟ من خلال الإجابة قرر شراءك لأي سهم. ستكتشف أن الأخطاء كثيرة والخسائر مبررة، والأسعار غير منطقية لكثير من الشركات. - أهمية معالجة الأزمة من المتداولين بعدم البيع للأسهم الاستثمارية بخسارة كبيرة، هذا غير مبرر للمستثمر متى كانت أسعار الشراء جيدة، وأن تكون النظرة بعيدة المدى لا قصيرة. ويجب ترسيخ الفكر الاستثماري وليس المضاربي. - من خلال أزمة "فبراير" يجب أن تكون هناك إدارة محترفة للمحافظ، بحيث تكون معظمها متجهة للاستثمار في الشركات الكبرى والرابحة، وإن كان لا بد من المضاربة فيجب أن تكون بالنسب الدنيا وبطريقة علمية محترفة. وأيضا تكون هناك سيولة، التي تعتبر "وقودا" للاستفادة من الانخفاض في الأسعار واقتناص الفرص وهذا مهم جدا. - كثرة الشائعات المتداولة التي بدأت من أعلى مستوى لأقل مستوى من داخل البنوك وخارجها وبالتالي أصبحت قناعات الكثير مبينة على هذه الشائعات وهذا خطأ كبير. يجب أخذ الأخبار والمعلومات من مصادرها الرسمية والواضحة ولا يبنى أي شيء على شائعات لا تعني أي شيء أو أي قيمة لها. - المحللون الفضائيون وفي بعض الصحف، اختلط الشخصي مع الواقع، وبالتالي أصبح بعضهم "يحلف ويقسم" أن المؤشر سيعود إلى أرقام كبيرة أعلى من السابق. وهنا لا أعترض على أي أرقام توضع لأنها وجهة نظر شخصية. لكن لماذا "القسم والحلف بالله" هل نحن أمام محكمة ويطلب "اليمين"؟ لا طبعا. لكن نحن أمام تحليل يفترض العلمية والواقعية بكل حرف يكتب أو يقال، الأمانة والصدق الحقيقي. وهذا ما أفترض أنه لدى الجميع. - الإعلام لعب دورا كبيرا، ولكن المأخذ على بعض وسائل الإعلام أنها تستقطب كل من يقول "أسهم" فلا تحصيل علميا متخصصا، ولا خبرة سابقة، ولا حتى قدرة تحليلية. و نفاجاء بمحللين أبعد ما يكونون عن السوق بكل تصنيفاتها، وكان ضررهم أكثر من تحليلهم!!. هذه بعض الملاحظات السريعة التي يجب أن ندركها من خلال حركة التصحيح التي مررنا بها. وهي صحية جدا ومهمة جدا لإرساء قواعد السوق بقوة وثبات. وحتى تكون هناك قواعد لكل التحليلات التي كانت غير منطقية سابقا، لأننا لا نستطيع إلا قراءة ارتفاعات متواصلة بلا أي مبرر للكثير من الشركات عدا كونها مضاربة خالصة.
إنشرها