مفهوم التسويق
يُعتبر التسويق أحد فروع العلوم الاجتماعية، وتتعد تعريفاته التي أهمها أن التسويق هو الجهود كافة التي يبذلها جهاز التسويق في المنشأة حتى تُمكََّن منتجاته من إشباع حاجات العميل مقارنة بما يقدمه المنافسون.
ويُعرف التسويق أيضاً بأنه مجموعة الأنشطة التي تؤدي إلى انتقال السلع والخدمات من المنتج إلى المستهلك وإدارة الطلب من خلال عملية التبادل للعقارات المختلفة كأحد مجالات التسويق أو هو العمل على اكتشاف رغبات وحاجات العملاء وترجمتها إلى سلع وخدمات وأفكار ثم إتاحة الفرصة للانتفاع بها بواسطة أكبر عدد من العملاء من خلال إعلامهم بوجودها (عن طريق الترويج والإعلان) وتوصيلها إليهم.
و يبدو مما سبق التعدد في أنشطة التسويق والتي تدور جميعها حول عناصر المزيج التسويقي والتي تتكون من تخطيط المنتجات والتسعير والتوزيع والترويج. ويجب ملاحظة أن التسويق لا يتناول ترويج أو بيع المنتج فقط، وإنما يشمل كل مراحل دورة حياة المنتج منذ بدايته وحتى سحبه من السوق، ويتحقق التسويق من خلال نجاح عملية التبادل حيث يسعى العميل المستهدف إلى دفع المال مقابل الحصول على العقار الذي يعود عليه بالفائدة ويلبي حاجاته.
ويتوقف نجاح عملية التبادل على توافر شروط أهمها وجود طرفين على الأقل لعقد الصفقة العقارية، ويكون لدى كل طرف ما يسعى إليه الطرف الآخر مع تمتع الطرفين بالقدرة على التواصل وتبادل ما لديهم وحرية كل طرف في قبول أو رفض ما يعرضه الطرف الآخر.
ويرتبط نجاح عملية التسويق بأداء مجموعة من الوظائف المتكاملة والمترابطة المتعلقة بتخطيط المنتجات العقارية والتثمين والترويج والعرض، ويتم ذلك في بيئة معينة ذات سمات قانونية واقتصادية واجتماعية لتحقيق الأهداف العادلة لجميع أطراف الصفقة العقارية.
ويمثل المفهوم الحديث للتسويق أكثر مراحل تطور الفكر التسويقي قبولاً حتى الآن، وكل التطورات التي حدثت بعده كانت مجرد إضافة أبعاد له مثل البعد الاجتماعي و البيئي، وعناصر المفهوم الحديث للتسويق الأربعة هي: أن العميل يعتبر نقطة البداية، ثم تكامل وظائف المنشأة وهي (التسويق والإنتاج والتمويل)، وتكامل عناصر المزيج التسويقي، وأخيراً تحقيق الربح في الأجل الطويل.
ويستنتج مما سبق أنه لا يكفي توافر المهارات الفنية فقط في المنشأة حتى تحقق النجاح المنشود، ولكن لابد من استكمال ذلك بتطبيق أنشطة تسويقية ناجحة أيضاً، وتتعرض وظيفة التسويق لعدد من المفاهيم الخاطئة إذ يعتقد البعض أن التسويق هو البيع والإعلان لأنهما يمثلان النتائج الظاهرة من نشاط التسويق، ولكنهما مجرد نشاطين من بين العديد من الأنشطة التسويقية، ولذلك لا يجب النظر للتسويق اليوم من وجهة النظر القديمة على أنه (مجرد بيع) ولكن يجب أن ننظر إليه على أنه إشباع لاحتياجات العميل، وكذلك عدم ارتباط التسويق بالمنتجات بوصفها سلعا مادية وخدمات فقط، وذلك لأن المنتج بمفهومه الواسع هو أي شيء يعرض في السوق لجذب الانتباه أو للتملك أو للاستخدام أو للاستهلاك ويمكنه إشباع رغبة أو حاجة العميل.
[email protected]
المعهد العربي العقاري