أوعية استثمارية أم فخاخ دولية ؟!

منذ ارتفع سعر النفط في أعقاب حرب أكتوبر 1973 من أربعة دولارات لأربعين دولارا ونحن نشاهد محاولات الغرب للثأر والحصول على أموال يعتقدون أنها اغتصبت منهم.
الدليل على ذلك هو حركة التلاعب المستمرة في أسعار الدولار التي لاحظ المراقبون أنه كلما زاد سعر النفط حدث تخفيض في سعر الدولار، بحيث يصل إلى مصدر البترول أقل مما يستحق أو لنقل أقل مما هو متفق عليه أوليا.
ونذكر أزمة الذهب في مطلع الثمانينيات، عندما قفز سعر الذهب من أقل من 100 دولار ليصل إلى 900 دولار، هنا كانت النقطة الفاصلة، فبعدما تأكد الغرب أو القوى العالمية المسيطرة سواء كانت فيها العناصر اليهودية أو غيرها أن العرب دخلوا الذهب بثقلهم، بدأ تخفيض الذهب بسرعة حيث خسر العرب مليارات الدولارات.
واللعبة مستمرة خاصة بعدما رفضت دول خليجية تخزين نفطها في آبار مأمونة ومتاحة للولايات المتحدة والغرب خارج نطاق الخليج، في إعداد لضرب إيران وتحسبا لإغلاق مضيق هرمز أو توقف الإنتاج العربي، فقد بدأت التلاعبات التي هبطت بسعر البترول إلى 80 دولارا بدلا من 140 دولارا.
وكنا نتوقع ذلك، فالغرب يستكثر الزيادات التي تضخها عملية رفع أسعار النفط لأرصدة العرب.
فالذي حدث مع زيادة الأموال النفطية أن اتجه الكثيرون إلى البورصات العالمية وأسواق المال الغربية والأمريكية بصفة خاصة، وعبر لعبة الرهونات الإسكانية تداعت الأسواق وفقد العرب المليارات. فهم لا يتعلمون من تجاربهم ولا يحذرون خصومهم المتربصين بأموالهم. ولعدم وجود أدلة لدي على التورط الإسرائيلي – الأمريكي، أقول إن ما يحدث يشبه قتيلا تم قتله وهو ميت أمام الجميع ولكن جمع الأدلة متعثر. فالبورصات الخليجية والعربية عانت ضربات موجعة وبعضها قاتل. مما ينبئ بانهيار التنمية وتوقف توليد فرص العمل وإحداث فوضى اقتصادية، تصل إلى حد الكارثة في الدول الفقيرة وكثيفة السكان.
ولماذا لا يستقل العرب ماليا، ولماذا الإصرار على إلقاء الأموال لدى "الاحتياطي الأمريكي"، الذي يتعرض بين فينة وأخرى لهزات عنيفة يدفع العرب ثمنها دائما؟
لقد اجتمعت البرازيل وروسيا والهند والصين في مجموعة أطلقت على نفسها BRIC (الحرف الأول من اسم كل دولة) لتكون تجمعا ماليا يدافع عن مصالحها. ومثلما كانت الضغوط الإقطاعية سببا في ظهور الفابية الاشتراكية، ومثلما أدت القسوة الرأسمالية في غرب أوروبا إلى ظهور أحزاب العمال ثم الحركة الشيوعية، فإن عربدة النظام الرأسمالي يجب أن تنتهي بتكتل الدول في أي نظام مختلف عن ذلك الذي يسيطر عليه بضع شركات، نظام في غاية الهشاشة تدمره إشاعة وتقوده قوى غامضة، إلى نظام صريح مسؤول يؤمن العالم شر المجاعة. وليكن نموذج البريك BRIC هو البداية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي