"الإنترنت" وسرقة شركات الإنتاج

[email protected]

كلّما تقدمت السنوات، ازداد التقدم التقني بشكل أكبر، حتى أصبح أحد أبرز الأدوات الإعلامية في التأثير، وبدأ الاتجاه إليه من قبل العديد لما يوفر لهم الكثير من احتياجاتهم الأساسية والثانوية، سواء في العمل، أو المتابعة، أو حتى التسويق والنّشر.
إلى أن تحول الآن إلى أداة منافسة جداً للإعلام المرئي، خاصة أنها أصبحت تنقل ما يبث إليها وتوفره لعدد ضخم جداً من المشاهدين بصورة أبسط وأسهل وأسرع مما يقدمه الإعلام المرئي، ولعلّ المتابع للصحافة سيلاحظ أن هناك العديد من المقالات تنتقد " السرقة " التي تمارس في الإنترنت، خاصة في موقع YouTube الشّهير والذي يقدّم كل ما يبث في التلفزيون من فيديو سواء مسلسلات أو برامج.
عمل على ذلك بشكل كبير أيضاً العديد من المحترفين في المنتديات، وقد كتب أحدهم مقالاً (لم يذكر اسمه) في إحدى الصحف المحلية حول ما انتشر في الانترنت في الآونة الأخيرة، خاصة في رمضان من تسجيل المسلسلات والبرامج من التلفزيون ونقلها إلى المنتديات مع تغطيات كاملة للأحداث، وأعتبرها سرقة من شركات الإنتاج قد تخسّرها الكثير، وذكر في المقال شبكة منتديات الإقلاع التي تعد أضخم شبكة تقدم الفن لديها بجميع أشكاله وتعمل عليه وخصصت لكل نوع فريق عمل خاص.
على الرغم من أن جميع من يقومون بتسجيل هذه المقاطع يخدمون بشكل أو بآخر القناة في الانتشار، لأن شعار القناة يكون واضحاً، ومتابعو الإنترنت عددهم أضخم بآلاف المرات من متابعي التلفزيون، خصوصاً إذا ما تحدثنا أيضاً عن المغتربين الذين لا يستطيعون الوصول إلى القنوات العربية ويعتمدون على الإنترنت بشكل كبير.
عندما دخلت إلى موقع الصحيفة السابقة الذكر وقرأت التعليقات هناك على المقال وجدت أن جميع من علّق أيد هذا النسخ، خاصة مع ضيقهم الشديد من الإعلانات التجارية التي بدأت تأخذ حيزاً كبيراً من بث العرض في التلفزيون.

عرفت قناةmbc كيف تستغلّ هذه الموجة الأخيرة لصالحها، وتبقي على مشاهديها من خلال توفيرها لجميع ما تبث بروابط مباشرة دون الحاجة إلى التحميل في موقعها وبنقاء عال جداً في البثّ، مما زاد – بذكاء – معدل دخول الزوار إلى الموقع حتى أن بعض المسلسلات هناك خلال أيام فقط تجاوز عدد مشاهديها مليون مشاهد، وهذا دعا بالضرورة إلى ارتفاع قيمة الإعلان في الموقع، وأيضاً وجدت لها راعيا أعلنت له في التسجيل واستفادت هي مادياً، خاصة أنّها بدأت بإطلاق هذه الخدمة في شهر رمضان.
فهمت القناة متطلبات العصر، وعرفت كيف تستغلّ الجانبين " المرئي والانترنت " في خدمتها، وكيف تكسب من خلالهما المادة، والمشاهد، وتفهمت تماماً الانتشار والإقبال على الإنترنت فاستغلته باحترافيّة، لأنه لا يستطيع أبداً أي شخص الحدّ مما سموه بالسرقات في الإنترنت للتلفزيون، بالتالي على الجهات الإعلامية المرئية أن تتفهم هذا التقدم التقني وتحاول أن تستغله لصالحها مما سيساهم في دعمها عند المشاهدين بشكل أكبر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي