هموم المساهم السعودي

[email protected]

أهم ما في الشأن الاقتصادي السعودي أنه قد أصبح شأناً يخص الجميع، الكل يسأل ويترقب .. وبما جعل السواد الأعظم يدرك كل ما يخص هذا الاقتصاد ..حركة سوق الأسهم. سعر برميل البترول.. تنامي الشأن العقاري. من هذا المنطلق فقد بات واضحاً أن ما يطول سوق الأسهم السعودي بات يأخذ مكاناً في الوعي العام في تفكير الناس أكثر من أي وقت مضى، هذا إذا ما علمنا أن جُلهم إن لم يكن كلهم ممن لهم أسهم حتى لو كانت قليلة في شركة ما.. واللافت أن الجدل بات يأخذ حيزاً في هذا المجتمع حول سبل الارتقاء بالسوق المالي السعودي. كل يردد ما سمعه أو تعلمه، وكل يطالب ويدعو .. بسبب أن هزات هذا السوق قد زادت وتفاقمت فغير (رجة أمريكا) التي كانت عالمية ومن الطبيعي أن تطول أسواق المال جميعها في العالم، كانت هناك هزات وهزات خاصة بالسوق السعودي نفسه.. كلها تؤثر في هذا السوق وتفتك به ، حتى لو أن خبراً صغيراً عن اختلاف أمريكي إيراني صدر فإن له فعله في السوق، ،أيضا فالاكتتابات الجديدة لها تأثيرها السلبي ..
إذاً هو سوق ذو قاعدة هشة .. يعيش وسط تهديدات الخوف سواء كانت تافهة أو عظيمة كل منها يعصف به ويفتك بتماسكه.
ومن هذا المنطلق فالحال النفسية للمستثمرين والمضاربين قد استمرأت الاهتزاز والوجل .. وبما أوجد أسباباً نفسية توثر في السوق السعودية،في مجملها تافهة نشأت معه ووجب العمل على التخلص منها ، وهي ما جعلت متنفذين يستفيدون بشكل كبير من هذا الوجل إلى درجة أنهم قد عبثوا بالسوق كثيراً.
هذا السوق هو حياة الاقتصاد السعودي. وأحسب أن اهتزازه وضعف ردة فعله تنبع من مؤثرات مقلقة يعنى بها، أهمها أن عدم عقاب من يلوونه حسبما يريدون من المتنفذين أصحاب المصلحة من تراجع أو ارتفاع أسعار أسهم .. إلى غير ما تستحق .. سبباً أول، ومتى ما كانت الهيئة قادرة على لجم هؤلاء والتشهير بهم، فهي ستتجاوز أزمة أولى في تضعضع الثقة.. أيضاً لا نعلم أين الهيئة من التقييمات السعرية المبالغ فيها لقيمة أسهم بعض الشركات التي ستطرح للاكتتاب وهو ما يوجد علاوات إصدار كبيرة لا تعكس واقع الشركة على أرض الواقع ، أي أن هناك خللاً وتحايلاً كان حرياً أن تقف له الهيئة بالمرصاد وتكشفه أمام الملأ وتعمل ذلك يداً بيد مع وزارة التجارة .. وحتى تكشف أيضا المكاتب التي ساهمت بوضع التقييم المالي الخاطئ.
على الهيئة أن تعيد دراسة السوق من الناحية النفسية، والأكيد أنها لن تبلغ الحلول المطلوبة في ظل تجاهلها لمؤثرات قائمة مخلة... والأهم الأهم أن الحزم .. والحزم .. تجاه المضاربين المتلاعبين والشركات المبالغة في أسعارها أو المسربة لأخبار غير صحيحة جديرة بأن تمنح السوق ومساهميه التوازن النفسي المطلوب.
نحن ندرك أن على المساهمين أن يعوا الدروس والعبر وأن يتعلموا من أخطائهم، لكن على الهيئة، أن تكون دليلاً لهم في هذا الشأن، بل المعين الأكبر لهم لتجاوز تلك التوترات النفسية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي