الكادر الجديد يضمن الإبداع والتميز ويحد من التسرب

[email protected]

بعد سنين طويلة من الكر والفر والتحضير لكادر جديد لأعضاء هيئة التدريس يضمن بقاءهم في الجامعات ويوفر لهم الاستقرار, ها نحن نحصد ثمن الصبر ونكافأ بما نستحق. لقد أتى في وقت مناسب, وفي شهر الخير والبركة ومن ولاة أمرنا أصحاب الأيادي البيضاء على وطنهم ومواطنيهم. فهذه الحوافز والمكافآت لأساتذة الجامعات مكرمة تعودنا عليها من قائد نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سلطان بن عبد العزيز. نظام جديد يحافظ على المتميزين ويكافئهم, ويشجع على العمل والجد والابتكار. نحن في عصر اقتصاد المعرفة, ويجب أن تكون الجامعات السعودية رائدة في مجال توطين التقنية واستيعابها وتطبيقها. والكادر الجديد بما فيه من زيادات إضافية سيحقق ذلك ـ بإذن الله. نظام أعضاء هيئة التدريس الجديد يدعم المتميزين ويرفع كفاءات أعضاء هيئة التدريس، ويحافظ عليهم، بعد أن أصبح التسرب من الجامعات السعودية ظاهرة أقلقت الجميع. ستكون هناك هجرة عكسية من جميع مؤسسات الدولة ومن القطاعات الخاصة للمتميزين والمبدعين إلى جامعاتنا. وهذا ما نصبو إليه. إذ إن السعودية تملك كفاءات عالية جدا من حملة الماجستير والدكتوراة، متخرجين من أحسن جامعات العالم، وخصوصاً الجامعات الأمريكية. وهذا سيسهم في رفع مستوى التعليم العالي في الجامعات السعودية. هناك عدد كبير ممن يعملون في الشركات والوزارات من حملة الدكتوراة أصبحت لديهم الرغبة في العمل كأعضاء هيئة تدريس بالجامعات السعودية.
ومن القصص الطريفة. كنت وما زلت في حاجة ماسة إلى معيدين في مجالات الهندسة وتخصصاتها المختلفة، وكنت أتمنى انضمام عدد من طلابي المتميزين إلى كلية الهندسة في الخرج، وعدتهم بوعود كثيرة وأني سأعطيهم خارج دوام، وبدل حاسب، وسيتم ابتعاثهم بأسرع ما يمكن إلى جامعات متميزة وذات سمعة مرموقة، وما إلى ذلك من الوعود البراقة التي قد يصعب تحقيق بعضها. كنت أتصل بهم وأجري خلفهم ليل نهار، ولكنهم وبكل أدب واحترام يعتذرون، ويرفضون العرض بأدب كوني معلمهم والمشرف عليهم في يوم من الأيام. وبعد إلحاح مستمر, أتى لي بعضهم بالعقود التي أبرموها مع بعض الشركات المحلية والأجنبية, فاستسلمت وترجلت عن صهوة جوادي الجامح, وامتطيت صهوة جواد كسول وكبير في السن يمشي الهوينى. ولكن بعد صدور الكادر الجديد اتصل بي الكثير ممن كنت أخطب ودهم, يرغبون العمل كأعضاء هيئة تدريس في الجامعة. هذه المرة لن أمتطي صهوة حصان, بل سأركب جملا هائجا لا يقترب منه إلا الشجاع. والشجاعة في هذا الحالة ليست بقوة القلب والعضلات, ولكن بالمخ والإبداع والتميز.
الآن يجب استقطاب المتميزين فقط, وهم كثر ولله الحمد, سيأتون إلينا من كل حدب وصوب, ولكن يجب تطبيق معايير جديدة تضمن لنا أعضاء هيئة تدريس أكفاء في المستقبل.

عميد كلية الهندسة في الخرج

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي