التنمية في مكة.. الآن لا مكان للمماطلين والمسوفين

[email protected]

مكة المكرمة، المدينة والمنطقة، ينتظرها مستقبل حافل بالكثير من الإنجازات، والآن تلتقي بقوة (الإرادة والقدرة)، إرادة الدولة المستمرة والثابتة تجاه المدينتين المقدستين مكة والمدينة، وقدرة وحكمة الأمير خالد الفيصل، وخبرته الإدارية الطويلة في تأسيس النقلات المهمة في التنمية، فالتنمية العمرانية والاجتماعية في مكة المكرمة تدخل مرحلة حاسمة وتاريخية ولا تحتمل المساومة أو المماطلة والتعطيل.. لدينا كل المقومات لتحول المدينة المقدسة إلى مدينة لا تهوي إليها أفئدة الناس فقط، بل مصدر فخر واعتزاز لنا وللعالم الإسلامي.
الخطة التي أعلنها الأمير خالد الفيصل أمس هي البداية العلمية والعملية لقيادة التنمية في السنوات العشر المقبلة، وما أعلنه الأمير خالد موجود ومقر ومعتمد في رؤية الدولة وفي خطط التنمية، وفي الاستراتيجية العمرانية الوطنية، وفي الدراسات التي أجرتها مراكز الأبحاث، وأيضا فيما وضعه الأمير الراحل عبد المجيد بن عبد العزيز (رحمه الله)، كل ما يخص ويهم مستقبل مكة، من إرادة سياسية ومن رؤية وتصورات، كل ذلك متاح وما عطله إلا عدم قيام الأجهزة الحكومية التنفيذية في مكة بما هو مطلوب منها، والأمير خالد وجه رسالة مهمة وصريحة أمس عندما دعا المسؤولين التنفيذيين في المنطقة إلى المبادرة إلى العمل وعدم تعطيل المصالح العليا في مكة، ونبههم إلى خطورة الادعاء بعدم وجود الإمكانات أو الصلاحيات، وأشار إلى أن (بعض) المسؤولين يعرفون كيف يجدون الصلاحيات والإمكانات إذا كانت لهم مصلحة خاصة، أما إذا كانت المصلحة للوطن والمواطن حينئذ تبرز الحجج بعدم وجود الإمكانات والصلاحيات!!
مرة أخرى نقول.. نحن أمام فرصة تاريخية للقضاء الجذري على المشكلات التي تعانيها مكة، فالمشاريع العملاقة القادمة سوف تعيد هيكلة اقتصاد المدينة المقدسة، بحيث ترفع كفاءة الخدمات العامة والخاصة، وإذا سارت المشاريع كما هو مخطط لها، فإنها سوف تجعل الظروف مهيأة لرفع مستوى المعيشة وارتقاء نوعية الخدمات، وبالتالي رفع نوعية استقطاب الزوار من العالم الإسلامي، وازدهار الخدمات التي يتولاها القطاع الخاص وارتفاع مستواها سوف يعطي الفرصة للمؤسسات الحكومية للتوسع في الخدمات الخاصة، وكل ذلك سيؤدي إلى (الطرد أو الجذب الحضاري) ففي المدينتين المقدستين، مكة والمدينة، يفترض أن تساعد اقتصاديات التنمية على أن يكون مستوى المعيشة عند حدود معينة تمنع قيام التجمعات السكانية الفقيرة مما يساعد على ازدهار الفقر والجريمة وغيرهما من سلبيات البيئات السكانية الفقيرة.
مع الأسف أن مسارات التنمية في السنوات الماضية لم تتجه إلى معالجة المشكلات القائمة، مما أدى إلى تراكم التجمعات البشرية التي وجدت الملاذ الآمن فأصبحت مكة المكرمة ملاذ المتخلفين من الحج والعمرة والهاربين من كفلائهم من مختلف مناطق المملكة، ففي مكة يجدون العمل والسكن الرخيص جدا والأكل والشرب الذي يجود به المحسنون في مكة.
مكة المكرمة واجهة حضارية للمملكة، ومنذ أن وحد الملك المؤسس عبد العزيز المملكة وضع مكة والمدينة في قائمة أولويات الدولة، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله يضع مكة والمدينة أيضا في أولويات حكومته، وما يوفره من إمكانات نرجو أن تكون في أيد أمينة تخاف الله وتكون صادقة مع أنفسها لتحويل هذا الدعم الحكومي إلى مشاريع تخدم المواطن في مكة وتخدم ضيوف الرحمن، وندعو الله أن يمنح الأمير خالد الفيصل العزيمة والصبر والاحتساب وهو يتولى الإشراف والمتابعة على أضخم مشاريع للتنمية تشهدها مكة المكرمة في تاريخها الطويل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي