ملك مهمته تحقيق الأحلام!

[email protected]

عندما وقفنا على أرض الواقع حيث تقام (جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية) وشاهدنا آلاف العمال ومئات الرافعات والمنشآت العملاقة تخرج من الأرض وعرفنا أن هذه المدينة الجامعية سوف تفتتح بعد عام من الآن، عندها قلنا: إذن الحلم أصبح حقيقة!
الملك عبد الله مهمته الأساسية أن يعمل بكل نية صادقة وبكل جدارة لتحقيق أحلامنا، من هذه الأحلام ما أصبح حقيقة أمامنا ومنها ما سوف يتحقق بعد سنوات بحول الله، المهم أنه بدأ وعلينا إنجاح مشروعه، وأهم مشاريعه هو التعليم وبناء الإنسان.
علي النعيمي وزير البترول يقول: لقد حضرت مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله مناسبات عديدة لوضع حجر الأساس لمشاريع كبيرة، ولكن لم أر السعادة على وجهه مثلما رأيتها يوم وضع حجر الأساس لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.. ومرة أخرى رأيت السعادة على وجهه وهو يستقبل مديري الجامعات السعودية ومعهم طلابهم في حفل جامعة الملك فيصل الأخير في الدمام.. لقد رأيت السعادة الحقيقية وهو يستقبل الطلاب كأنه يرى فيهم المستقبل المشرق لبلادنا، ونحن نقول أيضا إن كل الذين حضروا وضع حجر الأساس لجامعة الملك سعود في الحرس الوطني رأوا السعادة على وجهه وهو يؤسس جامعة طبية متميزة، جامعة كانت حلما وبعد عامين ستكون حقيقة.
يحق لنا أن نفرح بوجود جامعة الملك عبد الله التي ستضع المملكة على الخريطة العالمية كمنطلق للعلوم والمعرفة وليس بلدا يبيع النفط، ويحق لخادم الحرمين الشريفين أن يفرح وهو يضع حجر الأساس لهذا المشروع العظيم الذي سوف يرفع مستوى التعليم العالي إلى المواصفات العالمية ويجعل المملكة أحد المراكز الرئيسة الداعمة للأبحاث في العالم، والمهم أن الجامعة وضعت ضمن أولوياتها دعم الأبحاث العلمية التي ترتبط بمستقبل المملكة.
من الأبحاث الأساسية المهمة لاستقرارنا ما يتعلق بأوضاع المياه، فالجامعة سوف تركز على كل ما يمس هذا الجانب، بالذات الأبحاث التي تستهدف رفع القيمة المضافة لمشاريع تحلية المياه وربطها بإنتاج الطاقة، واحتياجات المملكة في الطاقة مستقبلا كبيرة ومكلفة جدا إذا نحن لم نطور كفاءة توليد الطاقة.
أيضا الجامعة سوف تركز على أبحاث الطاقة الشمسية وهي من المصادر المهمة التي يتطلع إليها العالم لكونها من مصادر الطاقة النظيفة الآمنة، والمملكة أمامها فرصة تاريخية لتكون مصدر هذه الطاقة في العالم وهذا ما سوف تسعى إليه جامعة الملك عبد الله عبر تحقيق اختراقات علمية وتكنولوجية في هذا المجال.
من الأساسيات التي تستهدفها أبحاث الجامعة ما يرتبط بالأمن الغذائي، وأمننا الغذائي مرتبط دون شك بالأمن المائي، ونحن ستكون لدينا أزمة مياه طبقا لمعطيات الوضع القائم، لذا الجامعة سوف تدعم الأبحاث التي تستهدف التوصل إلى عينات من القمح تنمو بمياه البحر وهذا المستوى المتقدم من الأبحاث هو ما تتجه إليه الجامعة.
هذه العينة من الأبحاث هي التي تجلب العلماء، فالعلماء يبحثون عن التحدي وهذا ما وقف عليه المهندس علي النعيمي السنتين الماضيتين وهو يستطلع آراء العلماء والباحثين حول العالم في المراحل الأولى لوضع التصور عن الجامعة، يقول: عندما قابلت أحد العلماء قدم نصيحة وهي أن نستقطب العلماء عبر طرح تحديات وأفكار علمية جديدة، فالمنشآت ومراكز الأبحاث وحدها لن تجذب العلماء والباحثين، (الأفكار التي تدغدغ العقول) هي ما يجذبهم.
الملك عبد الله ـ يقول المهندس علي النعيمي ـ حلمه وهمه الأول الذي يتحدث عنه دائما هو أن تكون المملكة مصدرا للعلم وبيتا للعلماء من أنحاء العالم، وهذا هو هدف جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، هدفها أن تكون مؤسسة وطنية تقود المجتمع للاقتصاد المعرفي، وتدعم تطوير العلم لذات العلم، أي أن يكون تطوير العلم والتقنية حاجة وغاية إنسانية مستمرة، وهذا سيعزز مكانة المملكة، بل يعيد للعالم الإسلامي دوره الرائد في الحضارة الإنسانية، عندما كان طلبة العلم ينشدون الجامعات الإسلامية وكانت الجامعات إضافة لتقدم الإنسانية.
وهذا هو الدور الحضاري الذي تتطلع إليه الجامعة، ربما يفسر الهجمة الكبيرة على الجامعة من قبل بعض وسائل الإعلام الغربية، حيث خرجت مقالات لكتاب يهود من إسرائيل تشكك في دور الجامعة وتنشر معلومات هدفها إثارة المخاوف والمحاذير لدينا، واليهود يعرفون أهمية الجامعات وخطورة دورها خصوصا إذا كانت بالمستوى الذي وضع لجامعة الملك عبد الله، إنها أخطر من بناء (مفاعل نووي)، ومعهم حق أن يخافوا، فالسمعة العالمية التي اكتسبتها الجامعة واستقطابها أبرز الباحثين والعلماء في العالم تخيفهم لأنهم يعرفون خطورة العلم.
نحن بدورنا نقول لعل بعضا من قومنا يدركون أهمية جامعة الملك عبد الله فلا يصطفون مع الأعداء للوقوف ضد الجامعة ويشككون في دورها وأهميتها.. الجامعة لن تكون بالطبع مشروعا جامعا مانعا لا يأتيه القصور من بين يديه أو من خلفه، هي مشروع إنساني اجتهد من يقومون عليه أن يكون مشروعا للمستقبل.. طموحهم كبير وثقتنا بهم وباجتهاداتهم أكبر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي