سعر برميل الشطة تجاوز 6100 دولار

[email protected]

يعيش العالم اليوم مرحلة مخاض اقتصادي يحتمل أن تتبدل فيه مواقع القوى الاقتصادية والعوامل المحركة له والعملات التي توجهه, الرؤية كما يقال ضبابية والأسباب الحقيقية لهذا المخاض الاقتصادي غير واضحة بشكل جلي لأهل الشأن السياسي والاقتصادي, ولكن ما يلفت النظر خلال هذا المخاض هو محاولة تحميل البترول أو كما يقال أسعار البترول أو النفط وارتفاعاتها المستمرة جزءا أساسيا من مشكلة العالم الاقتصادية اليوم.
هذا الاتهام المستمر للبترول أو النفط أو كما يقال ارتفاع برميل النفط هو ما يقف خلف العديد من المشكلات الاقتصادية التي يعيشها العالم, والتأكيد أن ارتفاع أسعار العديد من المنتجات هو بسبب ارتفاع أسعار النفط إلى آخر الاسطوانة التي نسمعها منذ سنوات, والحديث المستمر عن تأثير أسعار النفط في بقية المنتجات, ومع أن للبترول أو النفط تأثيرا في بعض الأسعار إلا أن الحقيقة التي يجب الانتباه لها هو أن سعر النفط لم يصل إلى القيمة الحقيقية له.
إن قراءة متأنية لأسعار العديد من السلع اليوم توضح لنا بشكل جلي أن النفط الخام لم يصل بعد إلى السعر العادل له, ففي مقارنة سريعة بين أسعار النفط وأسعار العديد من المنتجات التي نتعامل معها بشكل يومي وبعضها أساسي نجد أن الفارق شاسع حيث تفيد المقارنة أن سعر برميل النفط اليوم نحو 120 دولارا, بينما سعر برميل الشطة من نوع تباسكو Tabasco pepper Saucc تجاوز 6100 دولار, وأن سعر برميل الكوكا كولا تجاوز 130 دولارا, وأن سعر برميل عصير البرتقال تجاوز 300 دولار, وأن سعر برميل غسيل الفم تجاوز 600 دولار وأن سعر برميل الآيسكريم من نوع Ben Jerrys chunky Ice أكثر من 1600 دولار وأن برميل زيت الزيتون تجاوز 2300 دولار, وأن سعر برميل القطرات المنظفة للعيون Natura Teers تجاوز 40 ألف دولار, أما سعر برميل العطور مثل chaneI No.s Porfume فقد تجاوز مليون و700 ألف دولار. ورحلة المقارنة هذه طويلة ومرهقه وقد تكون غير عادلة في بعض مقارناتها ولكن الهدف من طرح مثل هذه المقارنات السريعة هو فقط تأكيد أن سعر برميل النفط الخام لم يصل بعد إلى سعره العادل الذي يتفق مع ما يمكن استثماره من تصنيع النفط الخام, ولهذا فإن العالم مطالب اليوم بأن يكون أكثر عدالة وأقل تهجما على النفط ودول إنتاجه وعدم اتهام النفط فقط بأنه سبب ارتفاع الأسعار بشكل عام والمواد الغذائية بشكل خاص. في السياق ذاته, نتمنى ألا تعقد منظمة "أوبك" اجتماعها المقبل للقيادات إلا وسعر برميل النفط قد تجاوز سعر برميل الشطة على أقل تقدير, أو كما تسلمت المملكة قيادة المنظمة وسعر برميل النفط 100 دولار ألا تسلم تلك المسؤولية إلا وسعر برميل النفط أكثر من سعر برميل الشطة.
أعلم ويعلم الكثير أن النفط سلعة أساسية للكثير من الأنشطة الإنسانية والحاجة إليها اليوم ملحة في كل شيء ودخولها في أكثر الصناعات جعله مطلبا أساسيا لكثير من الدول المتقدمة أو في طريقها نحو ذلك التقدم, وأعلم ويعلم الكثير ما تمارسه الدول الكبرى من ضغوط سياسية واقتصادية على الدول المنتجة للنفط, وأعلم عن أمور كثيرة وقد لا أعلم عن أمور أكثر منها في عالم النفط ومؤسساته وهيئاته, ولكن أعلم أن سعر النفط الحقيقي لم نصل إليه بعد سواء بالطريقة المباشرة, وهي بيعه مادة خاما, أو بالطريقة غير المباشرة من خلال تحويله إلى صناعات ثانوية وتحويلية وبيعه كمنتج نهائي.
إن المأمول من سعر النفط أن يستمر في الارتفاع نحو موقعه الطبيعي بين المواد المشابهة في الاحتياج اليومي والمساند للصناعات الأخرى. ويجب ألا يقلقنا ذلك ويجعلنا نعيش في رحلة خوف مع ما يمكن أن تتعرض له الدول المنتجة للنفط من ضغوط دولته أو تحمل للمسؤولية العالمية نتيجة المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها العالم اليوم.
الدافع أننا يجب أن ندعم هذا الاستمرار في الارتفاع وندفع به نحو الأعلى حتى يصل سعر النفط إلى السعر العادل له وأن نستثمر هذه الزيادة في توطين استثمارات جديدة أو دعم استثمارات قائمة ذات علاقة بالنفط أو غيره من الاستثمارات التي تحقق لشعب المملكة الاستقرار المعيشي وتساعد على توطين الاستثمارات وتوجد فرص العمل لأبنائها من الجنسين, لأن المرحلة المقبلة تتطلب رؤية تنموية واضحة وقوية وتحتاج إلى آليات لتنفيذها تساعدنا على الخروج من عنق الزجاجة والقرارات التي تبنى على ردة الفعل أو قصيرة المدى أو الارتجالية, خصوصا إذا ما علمنا أن هذا المورد مورد ناضب وبدائل الطاقة في العديد من مراكز الأبحاث أصبحت قريبة الحدوث.

وقفة تأمل

يقول جوستاف لوبون: "ينظر الشرقيون إلى الأوروبيين الذين يكرهون نساءهم على العمل, كما ننظر إلى حصان أصيل يستخدمه صاحبه في جر عربة. فعمل المرأة عند الشرقيين هو تربية الأسرة, وأنا أشاركهم رأيهم مشاركة تامة, فالإسلام, لا النصرانية, هو الذي رفع المرأة من الدرك الأسفل الذي كانت فيه, وذلك خلافا للاعتقاد الشائع".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي