شهداء الوطن يستحقون الكثير

[email protected]

سُمي الإنسان بهذا الاسم لأنه ينسى وهذا طبعا فيه خير كثير لبني البشر حتى يتسنى المواقف والذكريات الحزينة لكن ما يجب علينا جميعا في هذه البلاد ألا ننساه هم شهداء الوطن الذين تصدوا وضحوا بأرواحهم لحمايتنا وحماية بلادنا من شرور ومكائد خوارج هذا العصر الذين أرادوا الشر والفتنة لبلاد الحرمين ووقفوا حتى آخر قطرة من دمائهم يذودون عن أمن بلادنا وأمتنا. بين يدي صور لـ 74 شهيدا سقطوا بقنابل ورصاص الإرهاب الذي ضرب بلادي في السنوات الماضية لكن حكمة القيادة وبسالة رجال الأمن حاصرتهم وقضت عليهم قضاء شبه نهائي إن شاء الله. يعتصرني الألم وأنا أتطلع لصور هؤلاء الشهداء شباب في مختلف الأعمار اغتالتهم أيدي الغدر من أبناء جلدتهم لا ذنب لهم إلا أنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. أمام هؤلاء الشهداء واجب علينا أن نبقيهم أحياء وأن تبقى أسماؤهم على كل لسان نكاية بالقتلة ومن ساعدهم ومن يتعاطف معهم أو يدعمهم ماديا أو لوجستيا. علينا أن نُسمي 74 شارعا رئيسيا في بلادنا بأسمائهم حتى يترحم عليهم من يسير في تلك الشوارع ويدعو بالويل والثبور على من قتلهم الحي منهم والميت.
علينا أن نسجل أسماءهم في مقرر التاريخ لبلادنا في مدارسنا فكما سجلنا الخوارج في عهد أبي بكر رضي الله عنه أقترح أن يسجل تاريخ خوارج هذا العصر وتاريخ الأبطال الذين استشهدوا في سبيل الله ثم دفاعا عن الوطن والمواطنين حتى لا يُنسى من أخطأ بحق الوطن ومن قدم روحه فداء له. أرى أن توضع لوحة شرف كبيرة فيها صور الأبطال الذين استشهدوا لصد العدوان على بلادنا وتعلق تلك اللوحة في مدخل كل الوزارات والإدارات الحكومية والمدارس في كل المدن والقرى حتى تظل ذكراهم راسخة في عقولنا وقلوبنا اعترافا بفضلهم لأنني أخشى أن يكون الزمن كفيلا بنسيانهم. كل ما أخشاه أن تظل أسماء وصور القتلة عالقة في أذهاننا أكثر من أسماء وصور الأبطال الشهداء. على كل رئيس بلدية أن يبادر في تسمية أحد الشوارع أو أكثر باسم أحد هؤلاء الشهداء. فمثلا في مدينة شقراء يجري هذه الأيام تسمية الشوارع فلزاما على بلدية شقراء أن تسمي أحد الشوارع الرئيسية باسم (العميد عبد الرحمن عبد الله الصالح) الذي استشهد في الاعتداء الآثم على مقر مرور الوشم "في الرياض" فهو أحد أبناء شقراء وهو أولى بالتسمية من بعض التسميات التي نراها في شوارع شقراء لمدن في المغرب أو تونس أو بعض التسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان وهي كثيرة. كما أقترح على رعاية الشباب أن تُسمي بعض مسابقاتها في الألعاب المختلفة بأسماء هؤلاء الشهداء. كذلك على وزارة التربية والتعليم أن تشرع في تسمية مدارسها بأسماء هؤلاء الشهداء. ليس الأمر مقصورا على شهداء السنوات الأخيرة بل أيضا يشمل شهداء اعتداء جيهمان وزمرته على الحرم المكي الشريف. ففي هذا الاعتداء سقط العديد من الشهداء من مدنيين وعسكريين ولم يعد أحد يتذكرهم لأننا لم نخلد أسماءهم فبقي جهيمان أشهر من الشهداء الذين دافعوا عن الحرم الشريف. كل هؤلاء الشهداء أقل ما يقدم لهم تخليد أسمائهم حتى تبقى شاهدا على تضحيتهم وشاهدا على أعداء الوطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي