في العنف والتسلط .. من الجاني؟!

[email protected]

ما الذي يجعل من إنسان يحظى بشرف الانتماء إلى الخلق الذي ميزه الله عن باقي مخلوقاته متسلطاً باطشاًَ؟ وكأنه دون عقل وبلا آدمية.
هناك من بني البشر وممن هم يعيشون فيما بيننا لديهم الميل العدواني الذي يفضي إلى التسلط، وإن كانت درجات التسلط تقل من إنسان إلى آخر.. قد يكون تسلطاً مستتراً يحجبه صاحبه عن الآخرين، ليجعل من نفسه متسامحاً طيباً، وأمام آخرين وحشاً مدمراً.
في المنزل المملكة الخاصة لكل من بني البشر تظهر فصول التسلط بكل أوجهها. فمن يرى في العامل أو العاملة مستوى أقل فيسومه سوء العذاب، وهناك من يقوده تسلطه ليسلب عائلته، سواء أطفاله أو زوجته حتى قريبين آخرين منه، يسلبهم كرامتهم إما بالذل أو الضرب حتى التعذيب، إنها دوافع التسلط التي لدى البعض تلك التي أقلها الجدال مع الآخرين كي يثبت أنه على حق، وما في ذلك من سخرية أو ترهيب، وتنتهي بتعذيب الأطفال والأهل وحتى قتلهم.
داخل مملكة البيت يحضر الأب المتسلط (أو الأم المتسلطة الأمر سيان) ليجد الضعفاء الذين يبحث عنهم بعدما كان هو الضعيف خارج المنزل، نقول أمام هؤلاء الضعفاء يمارس سخريته وقمعه وإذلاله لهم، وبات المشهد الآن أكثر وضوحاً بعد أن تبنت الصحف والتلفزة عرض قصص كثيرة، لمن هم يمارسون القمع مع أهاليهم وأطفالهم، ويتجاوزون إلى التعذيب والقتل.
البيوت صناديق مقفلة، ويحدث فيها الكثير مما لا يرضاه الرب ولا البشر .. ولكن كيف نخرج بمجتمع أقل ضرراً وأقل تعرضاً لإرهاب المنازل؟.وإن كنّا نؤمن أن التسلط وحب إذلال الآخرين موجود في المنزل والشارع وفي العمل، حتى تسلط الإنسان على نفسه بتعذيبها وقمعها حتى منعها من التمتع بملذات الحياة التي أباحها الله للبشر، ليجعل من نفسه أسيرة الألم وهو قادر على إسعادها.
لن نتحدث عن الأسباب والمسببات، لأن مقالنا محدود ومساحتنا أصغر من أن نزيدها، لكن ما هو مهم أن تعترف الجهات المسؤولة في الدولة بخطر هذا الشأن، وتجّد لتعمل كل ما هو جدير بقمعه أو حتى التقليل منه، مع تسهيل وسائل الاتصال والتبليغ عن الحالات حتى لو كانت شأناً خاصاً داخل المنازل، نحتاج إلى مراكز لدراسة هذه الظاهرة وعلاجها، مراكز يكون بمقدورها منع الضرر وحماية المستضعفين من الظالمين حتى لو كانوا آباءهم أو أزواجهم أو إخوانهم، حتى إن كانوا كفلاءهم. فالإنسان كرمه الله، وجعل له قدسية أكبر شأناً مما للكعبة المشرفة، فكيف نغض الطرف عمّن يهين من أراد له الله أن يكون مكرما.
أعود لأشدد على أن المطلوب مراكز فاعلة يكون لها علاقة مباشرة مع المدارس والمراكز الصحية، وكل من أراد خيرا .. نقيمها ونفعّلها من أجل مجتمع أفضل، وحسبي أنها حتى من الناحية الاقتصادية ستكون مفيدة للبلاد والعباد من خلال تقليلها من الإضرار بأبناء هذه البلاد، حتى المقيمين على أرضها، وما يفضي ذلك إلى مجتمع أفضل من الناحية الإنتاجية والصحية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي