الخلاف على التثمين العقاري
ما أن يظهر نشاط جديد في القطاع العقاري ويصبح تحت الأضواء إلا ويبدأ معه جدل جديد، ومن هذه الأنشطة التي أصبحت مطلوبة وتشهد حركة نشطة هذه الأيام نشاط التثمين أو التقييم العقاري. ويظهر معه خبراء بعضهم لم نسمع بهم من قبل وينصبون أنفسهم بأنهم أصحاب خبرة ويمكن الاعتماد عليهم في تقديم النصح والمشورة وقد نرى من ينصب نفسه خبيرا في هذا المجال أو ذاك وينتقد كل من يناقشه أو يخالفه الرأي بل تصل بالبعض إلى الإساءة والتقليل من شأن الآخرين.
وبسبب عدم وجود جهة رسمية لتنظيم العمل في هذا النشاط والترخيص له ومتابعته كونه جديدا، لذا ستجد من يفتي ويضع نفسه في الواجهة ثم يظهر له منتقدون ويبدأ الاختلاف والخلاف وإطلاق التصريحات النارية والاتهامات وقد تصل إلى وسائل الإعلام دون النظر للمشكلة - إن كانت موجودة أصلا - من وجهة نظر إيجابية ومحاولة إيجاد حل لها بالتكاتف والتعاون وتغليب المصلحة العامة.
آخر هذه النقاشات ما يدور حاليا حول التثمين العقاري كنشاط مهم ضمن صناعة العقار الذي يتهافت عليه الكثيرون بهدف الحصول على جزء من الكعكة، والجدل يدور حول أحقية من يعتمد هذا النشاط أو العاملين فيه ومن هو المؤهل لتقديم الخدمة ؟ وهل كل من عمل في مكتب عقاري أو دلالا أو حصل على دورة أصبح مؤهلا ؟ مجرد تساؤل!!
عدم وجود المرجعية التي تنظم هذا النشاط سبب رئيس في احتدام الجدل والاستمرار في الاختلاف بين وجهات النظر لأن الذي يحصل هو اجتهادات شخصية قد تكون صائبة أو خاطئة.
التسويق العقاري بما فيه التثمين من الأنشطة المهمة والمتنوعة بدءا من الدراسة وانتهاء بالبيع والذي يعاني هو الآخر قلة الجهات المعتمدة مثل الجامعات والمعاهد والمراكز التدريبية المتمكنة من تدريب وتأهيل وتخريج جيل عقاري تسويقي بما يحويه هذا النشاط من جزئيات وتخصصات دقيقة.
الحاجة إلى تنظيم أعمال القطاع العقاري ماسة وليس القطاع الإسكاني فقط، ومنها قطاعات التسويق والتثمين والتطوير والدراسات الفنية وإدارة المشاريع العقارية والتمويل العقاري والرهن العقاري وغيرها.
أتمنى ألا يستمر الجدل بين الشركات والأفراد والدلالين والوسطاء وكلهم نحترم خبرتهم ومعرفتهم وشهاداتهم !!
المهم هو أن نصل إلى حل في تخريج وتأهيل وتدريب جيل جديد من العقاريين السعوديين الشباب المؤهل ليعمل في القطاع العقاري على اختلاف أنشطته علميا وعمليا والذي يحوي آلاف الفرص الوظيفية، بعيدا عن الصراعات الفردية التي قد يكون هدفها الظهور الإعلامي أو الفائدة المادية فقط.
أتمنى أن يتم التواصل واللقاء مباشرة بعيدا عن الإثارة الإعلامية والبحث عن الأضواء وإيجاد الحلول التي تخدم كافة الأطراف.