حواء وآدم
لقافـــــــة
في لحظة تأمل عميق تذكرت قول البحتري:
واستزل الشيطان آدم في الجـ نة لمّا أغرى به حـــوّاء
وتلفت إلى القبائــل فانظــر أمّهات ينسبـن أم آبـــاء
ولعمري ما العجز عنــدي إلا أن تبيت الرجال تبكي النساء
وقفزت المرأة إلى ذهني قفزة رشيقة... وبروح فلسفية فقد سألت نفسي عن كنه حواء التي أغرت "آبانا آدم بأكل التفاحة المحرمة" ثم أورثت بناتها سرها السحري حيث أصبحنا كلنا "أوادم" ومستعدين نأكل لأجلها "الحنظل المر وليس التفاح الحلو"... فما كنه سرها الساحر الذي يجعلنا نحن – الأوادم- نحارب بعضنا ونرتكب في سبيلها أشنع الجرائم للوصول إلى رضاها؟؟ حتى صار المثل القائل "فتش عن المرأة" ... أهو جمالها الذي كانت تزينه – أيام زمان؟ - من باب تحلية البضاعة – تزينه بأنواع متعددة من (الماكياجات) .. والحلي والملابس التي تختلف باختلاف الزمان والمكان.
وبالمناسبة تقول إحصائية حديثة إن بريطانيا وحدها أنفقت في عام 2005 أكثر من 111 مليار جنيه إسترليني مصروفات "تجميل المرأة" فكم أنفقت دول الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون وبقية العالم في سبيل هذا الهدف.
مع أن أغلب الرجال يفضلون الشيء الطبيعي الرباني وينفرون من "الزبرقة البراقة".
لو كان الجمال سر سحرها لما اختلفت الآراء في تحديده.. فالجمال (الصيني) مفضل في اليابان والصين وإندونيسيا وماليزيا ... والجمال الإفريقي القح مفضل أيضا عند شعوب إفريقيا (الحاميين) من بني حام.. وكذلك الجمال (السامي) مفضل عند (الساميين) في آسيا وشمال إفريقيا وأوروبا وبقية العالم.
وليس السر في ضعفها لأن ضعفها ضعف الماكر والرجل يعرف ذلك.. وليس السر في رقتها لأن الرجل يعرف أن رقتها هذه هي (رقة الأفعى) التي في أنيابها عطب (القلوب) ... وليس السر في حيائها فالرجل أكثر حياء منها بدليل أنه لم يكشف عن بطنه وسيقانه وأكتافه – إلا بعض المتشبهين بالنساء–.
وأعتقد أن السر يكمن في الرجل وحده، فالرجل أقل صبرا من حواء.. وقلة صبر بني آدم جعلت بنت حواء تعرف كيف تجعله (يرقص على وحدة ونص) وعلمته كيف يقرض الشعر، ويقرض معه حقوق الدائنين أيضا.. يبكي ويشتكي وهي تتفرج عليه، وتتسلى باستنزاف أمواله.. وتسليمها أولاً بأول إلى صالونات التجميل ومحال النوفوتيه والأزياء والعطور بينما – آدمها – يكتفي بتربية الشنبات، ويتباهى بسلطته الوهمية، واستنباط أحدث الوسائل في (التخفي عن الدائنين).