انتظروا مشاريع الضواحي السكنية

[email protected]

ذهب للبحث عن أرض سكنية في شمال جدة - آخر النطاق العمراني- وسأل عن الأسعار وأصيب بصدمة من هول ما سمع حيث كان يتوقع ألا يتجاوز سعر المتر 200 ريال لأرض على شارع واحد في أي اتجاه، المهم وحسب قوله إن سعر المتر السكني في بعض المناطق وصل إلى 650 ريالاً ومرشح للزيادة. ويضيف أنه كان يخطط لشراء أرض بمساحة 500 متر مربع والميزانية الإجمالية التي رصدها لشراء الأرض وبناء المنزل لا تتجاوز 800 ألف ريال ومع هذا التغير في أسعار الأراضي يتحتم عليه أن يضيف 50 في المائة ليكمل الميزانية. ومع هذه الصدمة - حسب تعبيره - توقف عن حلم التملك إلى أجل غير مسمى، ويختم رسالته بـ (ساعدونا أيها الكتاب في إيصال أصواتنا إلى أصحاب الشأن لكبح جماح هذا التضخم غير المبرر).
أقول لأخينا إنه من حين توقفك عن البحث والعودة مرة أخرى للتفكير في حلمك والبحث عن جهة تمويلية تساعدك على التملك ستجد أن السعر قد زاد وتضخم وسيتبعه زيادة في كل شيء مثل المقاول ومواد البناء والعمالة فضع في حسبانك زيادة الميزانية أكثر مما توقع.
الحل الأمثل هو في عدم الاندفاع مع ما يحدث حتى تتضح الأمور وتظهر الحلول المتكاملة من أرض وقرض ميسر وخاضعة للأنظمة التي تكفل حقوق جميع الأطراف وبمواصفات بناء تضمن الحد الأدنى من الجودة وليست مشاريع فلل وعمائر الأشهر الثمانية التجارية التي تظهر أعراضها وأمراضها قبل أن تكمل العام على الرغم من أن أسعارها عالية ومبالغ فيها.
ليس هناك جهة رقابية واحدة يمكن أن يحتكم إليها المتضرر سواء البائع أو المشتري أو الوسيط أو المقرض بل جهات متعددة ومعظمها لا يبت في القضية لعدم الاختصاص.
قد يرى البعض أن الانتظار يمكن أن يساهم في زيادة المعاناة مثل ارتفاع الأسعار أو نقص المعروض وأقول صبرنا كثيرا ولننتظر قليلا وليس كمن صام وأفطر على بصلة.
الكل يعاني ارتفاع أسعار الأراضي والإيجارات ومواد البناء والمقاولات، وعدم وجود جهات تمويلية احترافية، ووجود هوامير وحيتان تضخم الأسعار وتنفخ جيوبها والعاملين لديها بلا وازع أو رادع.
الأمل في الله - سبحانه وتعالى - ثم في مبادرات من الدولة لدعم قطاع الإسكان والمساهمة في حل هذه المعضلة التي لا يجب أن تترك دون ضوابط، ودعم المواطنين والمساهمة في إقراضهم أو تسهيل ذلك من قبل الصناديق الحكومية أو إلزام البنوك بتقديم التسهيلات، وتفعيل دور هيئة الإسكان وجذب وتسهيل عمل القطاع الخاص للاستثمار في المشاريع الإسكانية والضواحي والمدن متكاملة الخدمات.
التفاؤل مطلوب والاندفاع والتهور غير محمود خصوصا لذوي الدخلين المحدود والمتوسط وقبول أرباع وأنصاف الحلول والمبادرات الفردية قد تؤثر سلبا في أصحابها وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي