إعلانات مجهولة الهوية
AL-Yousef [email protected]
في يوم 24/11/1428هـ لفت نظري إعلان منشور في إحدى الصحف الصادرة في مدينة الرياض, محتوى هذا الإعلان دعوة للمساهمة في وقف لوالدك الذي خلف لك الجاه والسلطان وميزك عن كثير من الأبناء. لفت نظري أن هذا الوقف الذي يدعو الإعلان للمساهمة فيه لا يحتوي على موافقة جهة رسمية حكومية مثل وزارة الشؤون الإسلامية المعنية بالأوقاف. ذُيل الإعلان باسمين وأرقام جوالات هذين الاسمين.
هذان الاسمان ليسا ثلاثيين أو رباعيين وإنما الاسم الأول فقط. اتصلت عليهما وأجابني أحدهما بأنه سيتصل بي لاحقا لزيادة الإيضاح حول هذا الوقف, بعد نحو الساعة اتصل بي شخص ثالث ووعدني بأن يرسل لي على عنواني البريدي جميع تفاصيل الوقف المميز. ومنذ ثلاثة أشهر لم يصلني شيء ولم ينشر الإعلان مرة أخرى. بعدها أصبحت أتابع الصحف, خاصة الإعلانات, فصدمت لكثرة الإعلانات مجهولة الهوية مثل (شركة صناعية كبرى بحاجة إلى مدير مبيعات), وفي نهاية الإعلان ترسل السيرة الذاتية على فاكس رقم.., وإعلان آخر (مطلوب للعمل لدى شركة عقارية كبرى) مسؤول تسويق ـ مسؤول مبيعات, هاتف رقم: ... فاكس رقم: ..., مؤسسة كبرى وطنية في مجال المستحضرات والمستلزمات تبحث عن الوظائف التالية.. ترسل الطلبات على فاكس رقم:..., مطلوب لشركة تأجير سيارات محاسبون ومعقبون, مؤسسة مقاولات في حاجة إلى ... هاتف رقم: ..., فرصة لا تعوض للاستثمار ـ كوفي شوب للمفاهمة اتصل على جوال رقم: ... وهكذا تمتلئ صفحات بعض الصحف بهذه الإعلانات التي لا يعرف مكانها ولا عنوانها ولا هويتها مجرد رقم هاتف أو جوال.
دفعني الفضول فاتصلت على معظم هذه الشركات والمؤسسات والمكاتب ولم يرد علي أحد, أرسلت سيرتي الذاتية ولم يردني منهم أي جواب.
الحقيقة أنني لا أعرف السبب الذي يدعو هذه الشركات والمؤسسات والمكاتب إلى عدم وضع اسمها التجاري ضمن الإعلان. فكرت طويلا في هذا السر الغامض فلم أجد إلا تفسيرا واحدا وقد يكون خاطئا: إن المقصود من الإعلان هو أن يكون حجة لهم لدى مكتب العمل أنهم أعلنوا ولم يتقدم لهم أحد, لأنهم لو وضعوا اسم الشركة أو المؤسسة فسيذهب لهم طالب العمل بنفسه ويسلمهم أوراقه وسيرته الذاتية عندها لا حجة لهم في عدم توظيفه, وهذا ما لا يريدون. أما ما يصلهم من طلبات توظيف على الفاكس، إن أجاب الفاكس فمصيرها سلة المهملات. وهكذا يتحقق لهم ما يريدون ويستخرجون التأشيرات للاستقدام من الخارج والشباب السعودي مصيره البطالة.
كيف تسمح الصحف لمثل هذه الإعلانات بالظهور على صفحاتها دون هوية حقيقية للشركة أو المؤسسة؟ وكيف لم تلاحظ وزارة الثقافة والإعلام مثل هذه الإعلانات وكذا وزارة العمل؟ هذه الإعلانات التي صيغت بطريقة تسد الطريق على الشباب السعودي.
آخر صرعات الإعلانات إعلان في إحدى الصحف يوم الجمعة 6/3/1429هـ باللغة الإنجليزية وهو خاص بالسعوديين. وحتى ولو كان يشترط إجادة اللغة الإنجليزية يفترض أن يكتب بالعربي لكنه فن التحايل على السعودة.