تكريم عبد العزيز التويجري.. تكريم لكل سعودي

[email protected]

"رحم الله مؤسس دولتنا الحديثة. فقد أسلمها لأهله وشعبه آمنة مستقرة بعد أن بذر فيها أفضل البذور، وغرس على ترابها أفضل الأشجار، وسقاها بعرقه ودمه وكدحه، وذاد عنها الطير حتى نضجت الثمرة، بعد معاناة وجوع وظمأ وشح عليه وعلى رجاله بأبسط العيش" (عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري لسراة الليل هتف الصباح ـ الملك عبد العزيز دراسة وثائقية، ص 42).
أيضا نقول رحم الله عبد العزيز التويجري فقد كان التلميذ المخلص لموروث الملك عبد العزيز، ومن بين الكتب العديدة التي ألفها، ترك لنا كتابا قيما، جدير أن يقرأه كل سعودي، وهو "لسراة الليل هتف الصباح"، ففي هذا الكتاب وثائق مهمة جدا تدون مراحل حاسمة في تاريخنا وتكشف مدى المعاناة والشقاء الذي لاقاه الأجداد، وعلى رأسهم الملك عبد العزيز، لأجل إيجاد هذا الكيان الذي يجمعنا.
في هذا الكتاب نكون مباشرة مع القائد المؤسس في مواقف عديدة نلمس فيها تواضعه وحكمته، ومدى إدراكه للتفاصيل الدقيقة الضرورية لإدامة العلاقات الإنسانية والاجتماعية بينه وبين الناس، ونقف أيضا على مهاراته القيادية، وأيضا نجد في الوثائق والمكاتبات حرصه على معرفة أدق التفاصيل عن حياة الناس وظروفهم، وربما هذه إحدى الخصائص التي ساعدته على المضي بمشروعه للتوحيد، كذلك تضمن الكتاب مراسلات تكشف مراحل كانت متعبة وجدانيا للملك المؤسس بالذات الحقبة التي برز فيها خلاف اجتماعي على مشروع الوحدة، وتكشف الوثائق مدى حكمته في معالجة الأمور وإعادة تجميع القلوب والعقول.
كما نلمس مدى رقي الخطاب والاحترام الذي يكنه للعلماء والمشائخ وكبار الوجهاء ومندوبيه وعماله في المدن، وهذه كان لها أثرها النفسي والاجتماعي، حيث أسهمت في تأسيس مبادئ لهيبة الدولة والنظام وكان هذا ضروريا في مرحلة التأسيس وبناء الدولة، ولا شك أن إدراك هذه الحاجة الإنسانية هو من معطيات الموهبة الفطرية القيادية التي أعطاها الله سبحانه وتعالى للملك المؤسس ـ رحمه الله.
إن ما قدمه الراحل عبد العزيز التويجري من جهد في هذا الكتاب التاريخي أرى أنه إضافة مهمة للباحثين والدارسين والتلاميذ الذين يريدون أن يتعلموا من مدرسة الملك عبد العزيز، بالذات أحفاد الملك المؤسس، وأيضا هو وثيقة للأجيال المعاصرة التي ربما لم تدرك مدى أهمية المكتسبات التي بين أيدينا، فالوحدة لم تأت على طبق من ذهب.
إن تكريم الراحل عبد العزيز التويجري في الجنادرية هو وفاء من المجتمع السعودي لأحد الرموز الوطنية، وهو وفاء وعرفان لكل الباحثين والدارسين الذين يهمهم التأهيل الفكري لتجربة الوحدة الوطنية، فهذه الدراسات والأبحاث ضرورية حتى تساعدنا على المضي لنكون شعبا تتكامل تصوراته واعتباراته الوطنية والإنسانية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي