أسعار الأراضي بالدولار!!

[email protected]

لم تعد المشكلة مشكلة تملك للمساكن أو الحصول على قروض سكنية فقط رغم أنها المشكلة الأولى، بل تطورت هذه المشكلة حيث أصبحت أسعار الأراضي لا تطاق وفي نطاقها الأعلى وهي مرشحة للزيادة من واقع الحال، وهي ارتفاعات غير مبررة ولم نشهد لها مثيلاً سوى ما حدث من تضخيم لأسعار الشركات في سوق الأسهم قبل سنتين وما تبعها من مصائب حلت بالكثيرين وغالبيتهم من البسطاء ممن فقدوا مدخراتهم والتزموا بقروض طويلة الأجل، هل يعقل أن تصبح قيمة الأرض وفي موقع جيد في جدة أو الرياض أو الشرقية تماثل قيمة البناء أو تزيد؟ سعر المتر المربع كان بالمئات واليوم أصبح بالألوف، هذا ما نراه اليوم وهل هو طبيعي ويمكن معايشته.
هل ارتفاع أسعار الأراضي المحموم الذي شهدته السوق العقارية في الأشهر الماضية له علاقة بانخفاض قيمة الدولار وانعكاسه على الريال؟ وهل تأثرنا محليا بذلك وأصبح سعر المتر بالدولار بدلا من الريال؟ أم هي موضة استغلال الفرص من قبل التجار وتحديدا استغلال هذه الفرصة الثمينة من قبل مالكي الأراضي والمتاجرين بها بعد الكساد الذي أصاب سوق الأسهم في السنتين الماضيتين والذي يشهد مرحلة تصحيحية.
الغريب أننا نملك الأراضي الشاسعة وفي جميع الاتجاهات وقد حبانا الله بمساحة كبيرة تعادل مساحة قارة.
لو عدنا إلى الوراء قليلا وحللنا ما حدث لسوق العقار من نكسات موجعة خلال السنوات الخمس الماضية تمثلت في مساهمات ومشاريع متعثرة وعمليات نصب واحتيال طالت الكثيرين، فقدت معها السوق ثقة المتعاملين به وتوقف معها الكثير من مشاريع التنمية والتي ينفذها القطاع الخاص، التي كانت ستسهم في حل الكثير من مشكلات الإسكان التي نعيشها، مقارنة بما يحدث اليوم يتكرر السيناريو ولكن بشكل مختلف وفي ظاهره أنه قانوني ونظامي ولكنه نتيجة لتضخيم الأسعار من قبل التجار والوسطاء والدلالين لدفع المستفيد النهائي للشراء بأعلى قيمة.
تضخيم أسعار الأراضي حاليا والتضخيم الذي حدث لأسعار الأسهم قبل عامين وجهان لعملة واحدة!! فهل يعقل أن تتضاعف القيمة إلى مائتين وثلاثمائة في المائة في سنة واحدة؟
الأسعار التي وصلت إليها الأراضي حاليا أرى أنها الحد الأعلى والذي سيستمر لفترة زمنية قد تكون حتى نهاية هذا العام ثم تبدأ مرحلة التصحيح تستقر عندها الأسعار وقد تنخفض عند انحسار الطلب ثم تبدأ الجولة من جديد من قبل المتاجرين بها وشرائها بأسعار أقل ثم إعادة تضخيمها؟
ما يزيدنا حيرة هو زيادة الإقبال على الشراء المحموم للأراضي من قبل المستفيدين النهائيين وكأننا في سباق مع الزمن رغم أنهم ضحايا المتاجرة بها وهم من سيقوم بالبناء ودفع الفواتير النهائية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي