تجربة هذا الرجل!

[email protected]

تأتينا الأخبار عن شخصيات اقتصادية بارزة وفاعلة، وكيف اقتحمت هذه الشخصيات الصعب لتصنع عملاً اقتصادياً جديراً بالذكر.. ونسمع أيضاً عمن خطواته كانت واسعة جداً ليسبق كثيرين، وليحقق إمبراطورية اقتصادية تبهر العقل.
وبين هذا وذلك، كان ما ينقل لنا هو التصور الذي نتخذه عن هذه الشخصيات .. ولم نكن ندرك أن للمبادرة وقوة العزيمة شأناً مهماً في صناعة الإنجاز .. ولنسأل أنفسنا: كيف بدأ هؤلاء وماذا عملوا ليبلغوا الشأن الذي هم عليه من التفوق والريادة؟ بل كيف قدر لهم أن يسهموا في صناعة مستقبل البلدان؟
كنت أنتظر الإجابة وكلي شغف حينما يسرها الله لي من خلال اللقاء الذي جمع ثلة من المنتمين لجريدة "الاقتصادية" ومثلها من زملائهم في مجلة "المجلة" مع رجل الأعمال الإماراتي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي المهندس صلاح الشامسي .. كانت الأسئلة تتمحور حول كيف صنع هذا الرجل هذا الفعل الاقتصادي الرائع خلال سنوات لم يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة؟ فكانت إجاباته تحمل إشباعا لنهم من يريد أن يعلم كيف يصنع الرجال المال بالعزيمة وقوة الإرادة، بعيداً عن التردد والخوف، وكانت قصة الحبارى والصقر تفسيراً أمثل لما هو عليه الاقتصادي الناجح.
يقول المهندس الشامسي: إن العمل الاقتصادي الناجح مبني على المبادرة التي تنطلق من الجدارة والمثابرة والقيم الخلاقة وبما يعزز الحياة المجتمعية، منادياً بعمل اقتصادي يكون أكثر وعياً بحقوقه وحقوق الآخرين، مرتكزاً على نظام عصري وانفتاح حكومي كالذي تعيشه دول مجلس التعاون الخليجي حالياً .
لن أطيل فيما قاله هذا الرجل الناجح، ولن أستعرض مقومات النجاح، لأن في جريدة "الاقتصادية" متسعاً أكبر لإشباع القارئ وهي تنشر هذا الحوار العالي القيمة الكثير الفائدة .. لكن ما أتمناه وأرجوه أن تكون هناك مبادرات من قبل الجامعات والمعاهد وحتى الغرف بشقيها التجاري والصناعي لكي تفتح حواراً مع مثل هؤلاء الرجال المتميزين ، مستشعرة أهمية طرح تجاربهم والسبل التي عززوا بها قدراتهم كما هي التجربة الرائدة للخبير والاقتصادي صلاح الشامسي .
نفتح مسارب لأجل نيل الفائدة من هؤلاء العصاميين ، وأحسب أن عرض تجربة أحدهم من على مدرجات الجامعات لطلبة الاقتصاد والصناعة والتجارة أفضل من كثير من النشرات والمحاضرات وحتى الكتب الجامدة.. أجزم أن مثل ذلك سيعيد تشكيل صياغة كثير من المفاهيم التي يحتاج إليها رجل الأعمال الناشئ وحتى الطالب المتطلع إلى مستقبل أفضل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي