السوق المالية آكل.. ومأكول

يقال إن "فلاحا" استخلص من محصوله من ألبان غنماته ما مقداره "سطلا من الزبدة" "خلاصة ثروته"... وخوفا على (سطله هذا) علقه على مشجب فوق رأسه وكان هذا الفلاح يماثل تماما "طماميع السوق المالية" وفكر هذا الفلاح (بالثراء السريع) وقرر وهو في (أحلام اليقظة) بيع "السطل" بمبلغ كذا ويشتري به كذا ويبيع بكذا وخلال عام يصبح "ثريا" يشار إليه بالبنان... وانتهت أحلامه عندما خبط رأسه "سطل الزبدة"... وانهارت آماله وكسب (فلقة دامية في رأسه) شفيت بعد زمن طويل.. كذلك "طماميع سوق المال" الذين فقدوا مالهم وآمالهم في اليوم الأسود قبل عام.. وها هم اليوم يعودون ولا يؤمنون بأن (التكرار يعلم .. ) .. حيث ينتظرهم هوامير السوق المالية .. "المضاربون" والذين (يتضاربون) على اصطياد (طماميع السوق).. على نهش ما يدخره أو يستلفه "المساكين" الحالمون الطامعون في أرباح كبيرة ناسين أو متناسين المثل القائل (لحية الطماع في قفا المحتال).. والمحتالون هنا هم هوامير السوق، الذين كما قلنا الذين (يضاربون في الأسهم ويتضاربون على الأرباح) ينهشونها كما تنهش الضباع فرائسها التي تسيل دماؤها الحمراء مثلها مثل تلك الأسهم (الحمر الهابطة إلى الهاوية) وتزدحم العيادات النفسية بهم وينتحر بعضهم وبعضهم يحوقل... وتمر الكارثة... ويبدأ الهوامير في إعداد حلقة أخرى.. و(تعود حليمة لعادتها القديمة) وكأن الشاعر ابن المقرن العيوني يصفهم عندما قال..
وغرني منهم لفظ خدعت به ** والناس ما بين مخدوع ومختدع

أو قول الشاعر الرصافي عندما قال:
وما الناس إلا خادع أدرك المنـى ** وآخر مخدوع لها غير مدرك
فإنك لم ينبئك مثـل مجـــرب** خبير ولم ينصحك مثل محنك
ومن مضحكات الدهر حامل سبحة ** تقبل جهـلا كفه للتبـــرك

والخادع هنا (أبو سبحة) يمثل الهامور المضارب، الذي "تسبح" له "شهادات" في الصحف والفضائيات فينخدع "الطماع"، الذي رسم مشاريع في الهواء كمن يكتب على الماء ومثله مثل أخينا "الفلاح" المذكور أعلاه "أبو زبدة".
والعقلاء قالوا سابقا (يا باحث عن المكسب رأس مالك لا يضيع) ومن يبحث عن (الدبس في ذنب النمس) نقول كفاك الله (شر العسل).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي