استثمارات هائلة لتوليد الطاقة الشمسية

[email protected]

ناقشنا ـ في مقال سابق ، البدائل الممكنة لإنتاج طاقة بديلة طويلة الأجل، وأقل تأثيرا في البيئة، وذات جدوى اقتصادية. هناك العديد من أنواع الطاقة البديلة مثل: طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة الكامنة في باطن الأرض، وطاقة المد والجزر الناتجة عن قوة جاذبية القمر.
الطاقة الشمسية مصدر مغر من مصادر الطاقة لعدم تسببها في انبعاث غازات أو أكاسيد ملوثة للبيئة. تعتمد الطاقة الشمسية على خلايا شمسية مصنعة من رقائق السليكون. هناك حماس كبير وتنافس بين الشركات المنتجة للطاقة الشمسية، كونها لن تساهم في تسخين الكون.
تمكنت بعض الشركات العاملة في مجال الطاقة الشمسية من تصنيع وتصميم نظام يصل إنتاجه إلى 4 جيجا واط. ويتوقع المنتجون والباحثون زيادة هذا الرقم بنحو 30 في المائة سنوياً.
مع زيادة أسعار البترول، وزيادة الاستهلاك العالمي للطاقة, وكثرة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الملوث للبيئة, زادت التوجهات إلى ابتكار بديل للطاقة المعتمدة على الوقود البترول. وبناء على ذلك, قررت بعض الشركات العالمية الاستثمار في الطاقة الشمسية، فقد تكون البديل المفضل في المستقبل القريب.
لا تعتبر الطاقة الشمسية الخيار الأفضل - حالياً - لأنها باهظة التكلفة، إذ إن استهلاك الطاقة الشمسية في جميع أرجاء المعمورة لا يزيد على "1" في الألف. ولكنها قد تكون الخيار الإستراتيجي لبعض دول العالم في المستقبل. لكنه على المدى الطويل, يمكن تخفيض تكلفة الطاقة الشمسية إلى أقل من ضعفي تكلفة الطاقة الكهربائية المنتجة من البترول. هناك قناعات كبيرة لدى كبار المستثمرين في الطاقة الشمسية على أن التكلفة ستخفض إلى أقل من النصف خلال السنوات الخمس المقبلة. بل هناك توقعات - أكثر تفاؤلا ـ بإمكانية تساوي تكلفة الطاقة الشمسية مع الطاقة المنتجة حالياً بحلول عام 2012م. ويعزى السبب في ذلك إلى التطورات البحثية في مجال تخفيض تكلفة الطاقة الشمسية، وزيادة تكلفة الطاقة الكهربائية الحالية، نتيجة لزيادة أسعار البترول، ونتيجة لتطبيق بعض القوانين التي من شأنها تخفيض انبعاث ثاني أكسيد الكربون.
عقبات وتحديات:
هناك عقبات كبيرة وتحديات لصناعة الطاقة الشمسية, ومنها على سبيل المثال:
المواد المستخدمة في صناعة الخلايا الشمسية، إذ إن السيلكون المستخدم للخلايا الشمسية يجب أن يكون نقيا بنسبة تصل إلى 100 في المائة. كذلك هناك نقص في السيلكون المستخدم في تصنيع الخلايا الشمسية. إضافة إلى العدد الكبير من الشركات العالمية التي دخلت في صناعة السيلكون، إذ إن تكلفة السيلكون في الأسواق ـ حالياً ـ نحو 70 دولاراً للكيلو جرام. ولكن بعد دخول الصين ميدان تصنيع السيلكون - وأصبحت من الدول الكبرى المنتجة للسيلكون ـ انخفضت التكلفة ليصبح سعر الكيلو جرام 40 دولاراً.
المشكلة أن هناك شركات غربية كبيرة نقلت مصانعها إلى الصين واحتكرت السيلكون الصيني وحولته إلى رقائق سيلكون، ومن ثم إعادة تصديرها أو استخدامها في صناعة منتجاتها.
تفاؤل المستثمرين يحفز دعم كرسي أبحاث في مجال إنتاج السيلكون:
هناك تفاؤل كبير بين كبار المستثمرين من رجال أعمال وشركات ومساهمين بما يخص صناعة الطاقة المولدة عن طريق الخلايا الشمسية، إذ إنهم يعتبرونها فرصة كبيرة للاستثمار, لأنها تملك مستقبلا أكثر إشراقاً فقد استثمر فيها عدد كبير من الشركات العالمية العملاقة مثل: شركة قوقل، وشركة أوريكال النرويجية، وشركة وول مارت، وشركة سانتيك لصناعة الألواح الشمسية في الصين, وشركة جنرال إلكترك الأمريكية، وشركة شين ـ إتسو اليابانية، وغيرها من الشركات الكبيرة.
وختاماً، فإنني متفائل كثيراً بازدهار هذه الصناعة في بلادي الحبيبة، لوجود جميع المقومات من مراكز أبحاث، وعلماء في مجال الطاقة، ودعم مستمر من ولاة الأمر، وشمس دائمة على مدار السنة، وسيلكون بكميات كبيرة. وعليه أقترح دعم كرسي بحث بكلية الهندسة في محافظة الخرج في مجال إنتاج السيلكون لأنها الكلية المناسبة وفي الوقت المناسب. آمل التواصل والتعقيب لتعم الفائدة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي