الطاقة البديلة .. حلم أم حقيقة؟

[email protected]

زادت احتياجات العالم إلى الطاقة، ويكاد يكون البترول هو المصدر الأكثر استخداما في هذه الأيام لإنتاج الطاقة. كثير من الدراسات أثبتت أن احتياج العالم للطاقة سوف يتضاعف بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050. كذلك هناك دراسات تذكر أن احتياطي العالم من البترول سوف ينضب بعد قرن ونصف من الزمن. إضافة إلى المشكلات البيئية – نتيجة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 – التي تحدث نتيجة استخدام البترول كمصدر للطاقة, وما يترتب على ذلك من مشكلات سياسية واقتصادية كما يحصل في دولنا من مشاكل كان لها كبير الأثر في تأخرنا وتسلط الدول العظمى علينا لتأمين مصدر الطاقة كما يزعمون والتحكم فيها.
لذا فإنه يجب على العالم التفكير في إيجاد مصادر طاقة بديلة أقل تأثيرا في البيئة، وأكثر جدوى اقتصادية, وأقل مشكلات سياسية. هناك العديد من أنواع الطاقة البديلة مثل: طاقة الرياح, والطاقة الشمسية, والطاقة الكامنة في باطن الأرض, وطاقة المد والجزر الناتجة عن قوة جاذبية القمر. هذه الطاقة سوف تسهم في التقليل من انبعاث الغازات التي تسبب مشكلات بيئية مثل: الأمطار الحمضية, والاحتباس الحراري, والمشاكل المناخية. هذا النوع من الطاقة سوف يكون طويل الأجل وأقل تكلفه.
أصبحت تكلفة إنشاء محطة طاقة الرياح – في هذه الأيام – أقل بمقدار الثلث منها قبل 30 سنة. وتبعاً لذلك قل السعر للكيلووات ساعة بمقدار 90 في المائة. إذ إنه كان يكلف 38 سنتاً في عام 1980, والآن 2.6 سنتا فقط لكل كيلووات ساعة. وهذا السعر يجعل الطاقة البديلة أرخص سعرا من بعض المحطات التقليدية. تعتمد كمية الطاقة المنتجة من محطة الرياح على سرعة الرياح. أثبتت محطة طاقة الرياح جدواها الاقتصادية. إذ إن كمية الطاقة المنتجة يمكن أن تزيد بمقدار ثلاثة أضعاف, عند زيادة سرعة الريح ولو بنسبة صغيرة جدا.
توفر محطات الرياح نسبة تراوح ما بين 20 في المائة و 40 في المائة من احتياجات الطاقة الكهربائية في كلا من الولايات المتحدة, والمملكة المتحدة, وألمانيا, والدنمارك.
أما بالنسبة لمحطات الطاقة الشمسية فإنه لا يمكن اعتبارها طاقة بديلة في الوقت الحاضر, نظراً لقلة إنتاجها من الطاقة مقارنة بالمحطات التقليدية ومحطات الرياح. إذ إن الخلايا الشمسية مازالت تساهم بجزء بسيط جداً من إنتاج الطاقة العالمية لأنها أكثر تكلفة. ولكن رغم ذلك إلا أنها أثبتت جدواها في المناطق البعيدة والنائية. فعلى سبيل المثال: يمكن بناء محطة صغيرة في وسط الربع الخالي تعتمد على الطاقة الشمسية, لأنها سوف تكون أقل تكلفة من الحصول على الطاقة الكهربائية من المحطات التقليدية. هناك كثير من التطبيقات للطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية ومنها:
استخدام الطاقة الشمسية لإنتاج طاقة كهربائية لمحطات الزلازل, ومحطات الاتصالات الصغيرة الخاصة بالمعلومات المناخية, ومحطات صغيرة لرفع المياه من الآبار البعيدة عن الشبكة. كذلك اُستخدمت الطاقة الشمسية في الأقمار الصناعية, وفي بعض الأدوات المنزلية, وفي تطبيقات أخرى. ولكنه لا يمكن استخدام الطاقة الشمسية على نطاق تجاري كبير في الوقت الحاضر لأنها باهظة التكلفة مقارنة بالطاقة الكهربائية المعتمدة على البترول. أصبحت تكلفة الطاقة الشمسية نحو ثلاثة دولارات لكل وات في عام 2007م, علماً أنها كانت تكلف نحو ألف دولار لكل وات عام 1960م.
بالنسبة للطاقة البديلة المنتجة عن طريق المد والجزر, والطاقة الكامنة في باطن الأرض, فإنها لا تزال في طور الدراسة والبحث. وقد وجد أن لها آثار جانبية على البيئة ولا يمكن توافرها في كل مكان على سطح الكرة الأرضية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي