رفقاً بمشاعر المواطنين يا بلدية شقراء
فوجئ المواطنون في مدينة شقراء ذات صباح بوجود لوحات على بعض الشوارع نصبتها الشركة المنفذة لمشروع تسمية شوارع شقراء، تحمل تلك اللوحات أسماء بعض الأسر أو القبائل أو العائلات في سابقة لم نشاهدها في مدينة من مدن المملكة، حيث اعتدنا على أن تحمل الشوارع أسماء قادة هذه البلاد وبعض الشخصيات الإسلامية من صحابة وتابعين ومشاهير المسلمين والعرب في شتى نواحي الحياة. شقراء مثلها مثل بقية مدن وقرى وهجر بلادنا هي موطن للجميع من شرق المملكة وغربها ومن جنوبها إلى شمالها وليست خاصة لإحدى القبائل أو الأسر، بل هي مدينة للجميع سواء سكنها قبل قرن من الزمن أو سكنها قبل شهر فهي ملك لمن سكنها لا فرق بين أحد منهم فهي ليست مزرعة خاصة وليست ملكية خاصة لأحد، بل هي جزء من وطن كبير يضمنا جميعا، كل شبر فيه يتساوى فيه الجميع. هذه التسميات التي أُطلقت على بعض شوارع شقراء تبعث على القبلية وتحيي العنصرية التي قيل عنها "دعوها فإنها منتنة" فلماذا نعود بعد 14 قرناً على قيام الرسالة المحمدية التي تنبذ العنصرية والقبلية. نعود فنحييها بتسمية بعض الشوارع بأسماء تبعثها وتعيدها لتغرسها مرة ثانية في ثقافة شبابنا وأطفالنا. هل انتهت أسماء من خدموا الإسلام والمسلمين ومن خدموا مملكتنا ومن خدموا شقراء؟ إنهم كثير وهم أولى أن تطلق أسماؤهم على شوارع شقراء.
بلادنا منذ أن توحدت على يد المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - وهي قائمة على العدل والمساواة بين جميع المواطنين لا فضل لأحد إلا بقدر ما قدم لوطنه من خدمة. سؤال يسأله كل ساكن في شقراء أين أسماء شهداء الوطن؟ أين أسماء الرعيل الأول من أبناء شقراء في حقل التعليم من الكتاتيب حتى نشأة التعليم النظامي؟ أين أسماء أصحاب الأيادي البيضاء الذين قدّموا وبذلوا الكثير لبلدهم من مشاريع وأعمال خيرية في المجالات كافة؟ أين أسماء الأدباء والعلماء والقضاة؟ أرجو أن يُعاد النظر في تلك الأسماء التي أُطلقت حتى الآن على شارعين فقط وقد طالها التشويه من قبل بعض الصبية ولا نعلم هل هي شقاوة أطفال أم احتجاج على التسمية التي رأوا أنها غير مناسبة؟
مع احترامي وتقديري واعتزازي بالقبائل والأسر والعائلات كافة ومواطني هذه البلاد الطاهرة كافة إلا أنني أرى أن تسمية شوارع بأسماء بهذا الشكل الحاصل في شقراء دعوة صريحة لتأصيل العصبية القبلية التي حذر منها الجميع في مزايين الإبل، وهي لفترة بسيطة فكيف بأسماء شوارع ستتوارثها الأجيال مكرسة طبقية وعنصرية نحن في غنى عنها. "فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى" فكيف ونحن سكان بلد واحد ومدينة واحدة. نحن في أمس الحاجة إلى التوحد والانصهار في بوتقة الدين الواحد والوطن الواحد بدلاً من التفاخر بالقبيلة التي ينبغي أن يكون وجودها بعيداً عن الإثارة والإيحاء للغير أنهم في موقع أو مكانة أقل، وهذا للأسف ما توحي به تلك التسميات لبقية الساكنين في مدينة شقراء بأنهم ليسوا مواطنين كاملي المواطنة.
هذه الملاحظة على البلدية لا تقلل من جهودها الكبيرة المشاهدة من الجميع وآمل ألا تنسف تلك التسميات لبعض الشوارع هذه الجهود. حد أ