"قضية" سوق الكندرة الشعبي
عندما يبادر المواطن بدوافع وطنية خالصة لخدمة مجتمعه ومساعدة أفراده ليكونوا مواطنين منتجين فاعلين يخدمون أنفسهم أولا ومن ثم يخدمون مجتمعاتهم ويزيحون العبء عن الدولة فمن الأولى أن تقابل مثل هذه المبادرات بالترحيب والدعم الكاملين حيث لا يمكن نجاح عمل إلا بتضافر الجهود الوطنية كلها فلقد شرفني الإخوة المتطوعين باستحداث آليات جديدة فاعلة لخدمة المجتمع بإطلاعي على مشروعهم التنموي الذي يحول جزءا من "حي الكندرة" الشعبي في مدينة جدة إلى "جادة وطنية" 100 في المائة حيث يمكن لأكثر من 200 أسرة تحت خط الفقر العمل في هذا السوق الجديد الذي هو أشبه "بشارع قابل" أو سوق البدو في مدينة جدة أيضا مع الفرق أن هناك تنظيما هندسيا لا يسمح بمرور السيارات بل يدفع الناس للتعود على ممارسة التسوق بالأقدام حيث يحفظ للعاملين والمتسوقين معا حقهم في التنزه والتسوق في جو صحي بعيدا عن التلوث الذي تحدثه عوادم السيارات ناهيك عن جدية الطرح أن الإخوة أصحاب الفكرة "مشروع نحو مجتمع منتج" حشدوا الوسائل كافة لإنجاح مشروعهم الذي يشكرون عليه ويجب أن يحييهم الجميع دون استثناء. ولقد وجدت أن كثيرا من التجار قد ساندوا الفكرة التي تدعم "المستثمرين الجدد" ببضائع كل حسب نشاطه التجاري بشكل تحت التصريف مثلا. وهذا الإجراء ذو جدوى اقتصادية فالبيع بالآجل مع هامش ربح بسيط يضمن استمرارية الدخل، والمستفيد كما أسلفنا، كلا الطرفين "الأسرة المنتجة" والتاجر الممول بالبضائع. تبقى مسؤولية تهيئة المكان واستصدار التراخيص من الجهات الرسمية مثل "الأمانة، المجلس البلدي، وزارة الشؤون، الجمعيات الخيرية، وجهات التمويل المختلفة". وبالفعل تم التواصل مع هذه الجهات حتى حان وقت الإعلان عن التنفيذ ومع الأسف ظهرت "جهات أخرى" أعلنت ملكيتها لمشروع فكرة وتمويلا مع تحييد أصحاب الشأن. وأطلق على المشروع "سوليدير جدة" وكلنا نعرف ماذا تعني كلمة "سوليدير " والأدهى من ذلك أن نشط بعض التجار الذين مع الأسف استطاعوا بعلاقاتهم مع الأمانة تحويل المشروع الاقتصادي 100 في المائة و"تحييد" الأسر الفقيرة التي ابتدع الإخوة الفكرة من أجلهما. فالتسلط الإداري والجشع التجاري. قضيا على نجاح خدمة مجتمع كفيلة بأن تؤهل عشرات الأسر مع تعميم الفكرة في أكثر من مدينة وقرية في جميع مناطق المملكة. وفي خضم هذا الاستيلاء "وتحييد" أصحاب المشروع كان للمجلس البلدي موقف ضعيف لم ينصف "الأسر الفقيرة" كحق مستحق وسلب أو ساعد على سلب الحقوق الفكرية للمواطنين اللذين قدما خدمة للمجتمع بدافع وطني وإنساني كبير وأنا هنا أحيي الأخ حبيب السلمي ـ عمدة حي الكندرة، وفهد الخياط إعلامي، وأطالب الجميع "بحماية جهودهما" وأفكارهما خاصة أنها تصب في مصلحة "الإنسان السعودي" وتهيئة أبناء الوطن لإحلالهم مكان العمالة الوافدة التي "أكلت اليابس والأخضر.. والعتب كل العتب على المجلس البلدي وأمانة جدة كما أن التجار الذين التفوا على المشروع لصالحهم هم أيضا شركاء في وأد هذه الأفكار الجادة، فمن الغلاء إلى الاستيلاء يا قلب لا تحزن. وأخيرا من المؤكد أن أمير منطقة مكة المكرمة لن يرضيه هذا "الفعل" وسيتدخل لإعطاء كل ذي حق حقه ونحن على ثقة بذلك.
خاتمة:
أصحاب الملايين ما خلوا لأصحاب الملاليم حاجة عجبي!!