الشعر المنثور .. والنثر المشعور (1)

عادة يعرف (الشعر) منذ مئات السنين بأنه الكلام الموزون والمقفى .. لأن الأصل في (كلام الشعر) هو (النظم)... فالخرز أو الدر إذا جمعت في سلك تكون قد (نظمت) .. والنظام والتنظيم هما التأليف والترتيب.. والمشاعر والأحاسيس (إن نظمت) جاء الشعر موزونا ومقفى... وإذا لم يتم تنظيمها... جاءت (شعرا منثورا) .. ثم إن الشعر المنثور يتفاوت في جودته ورقته مثلما يتفاوت الشعر الموزون.. والاعتراف (بالنثر المشعرن) لا يزال موضع اختلاف عند المختصين، الذين قال أحدهم أن مثل هذا الشعر المنثور موجود في التراث العربي كقول قس بن ساعدة الإيادي:
أيها الناس
اسمعوا وعوا
انظروا واذكروا
من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت. ليل داج، ونهار ساج وسماء ذات أبراج.
ألا إن أبلغ العظات، السير في الفلوات، والنظر إلى محل الأموات.
إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا
مالي أرى الناس يذهبون، فلا يرجعون؟
أرضوا بالمقام فأقاموا؟ أم تركوا فناموا؟

ومن أبرز أمثلة "الشعر المنثور" المعاصر قول الريحاني:
رأيت بنات تموز، نسوة الخيال
يطفن حوله، في سميرات باريسيات
ورفيقات أمريكيات
يزدنه بهجة، شوقا، ألما، ووجدا
البيضاء الجلباب
تفتح له أبواب الفن والجمال
السوداء الثوب
تقلب صفحات قلبه
تطويها بأنامل ناعمة باردة
الأرجوانية الوشاح تقف بين الاثنين

هذان نموذجان من (الشعر المنثور) قديما وحديثا.. ومن (باب اللقافة) سوف أخوض مع الخائضين في هذا الميدان وأخترع نوعا من الشعر أسميه (النثر المشعور) ومثالا (للنثر المشعور) وبمناسبة عيد الأضحى أورد (نثرا مشعورا) .. إن شاء الله في العدد القادم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي