الزلفي

[email protected]

الزلفي.. هذه المدينة الجميلة التي تسترخي بوقار على جبل طويق، سادلة أطرافها بين الرمال الجميلة، مستقبلة الشمس، ومتنعمة بعبق السبلة، ومنتشية بالعمل الجميل الذي قدمته لوطنها وأمتها.
هذه المدينة يفوح منها عبق التاريخ الجميل المضيء الذي منحها خصائص في شتى المجالات، وفي كل ما يخص الحياة من الثقافة والسياسة والأدب والفن، وكأنها حاضنة مناشط متفرقة ومختلفة، لم تنكفئ على نفسها بل امتد عطاؤها وسخاؤها ليشمل كل الامتدادات من حولها الكويت والعراق والشام شمالاً ودول الخليج شرقاً والمناطق الجنوبية من السعودية جنوباً.
عرف أبناؤها التميز فقادتهم نجابتهم إلى المراتب المتقدمة فكان عبد الله الطريقي أول وزير للبترول في السعودية، وأحمد الناصر الشايع الشاعر الأبرز والفحل الذي لا يقارع في ميادين الشعر الشعبي، وعبد الرحمن المنصور أول من كتب الشعر الحديث في الجزيرة العربية.. ليس ذلك فقط، بل إن أبناءها هم ممن أسهموا في بناء الكويت وكثير منهم قد بلغ شأنا كبيرا هناك، فكانوا هناك منذ مطلع القرن الماضي مثل أبناء الراشد والعصيمي والغنام والشايع وتقلدوا أعلى المناصب وأسهموا في حركة النماء والارتقاء في دولة الكويت الشقيقة.
شخصيات هذه المدينة البارزة كثيرة والفاعلة منها متميزة وظاهرة يعجز القلم عن حصرها. لكن ما لا يختلف عليه فيها وعنها الكرم والطيب والشهرة العطرة بأخلاق أهلها وناسها.
حين تزور هذه المدينة الجميلة الحالمة تترسخ معالمها في ذاكرتك، ثم لا تلبث أن تتعمق صلتك بها، لأن العلاقة مع أبنائها لا تحتاج إلى رسميات أو أبواب لكي تبدأ، بل هي مفتوحة باتساع السماء، لأنك مثلما تجد الجمال في رمالها وجبالها وسنابل الورد البري الذي يزينها فستجد طيب المعشر ورقي الشمائل وحسن الخلق.
ولعلي أشير هنا إلى أنها تزداد بهاء مع تقادم السنين عليها، والسبب الرعاية الكريمة من أمير الرياض سلمان بن عبد العزيز لها، إلى جانب تسابق أبنائها لخدمتها مما زادها جمالاً على جمال.
والزائر لها في الربيع سينعم بروضتها البكر السبلة، تلك الأرض الرائعة التي أعدت من أجمل ما عرفته نجد من الرياض المزهرة، وإن كُنت من عشاق الرمال، فلا غنى عن نفود الثويرات ورماله البكر.. وهل ستستغني عن ظلال جبل طويق؟ أما مواسم الأمطار فقد حباها الله ببحيرة (الكسر) قل نظيرها، تكونها الأمطار لتمتد بامتداد النظر ولترسم لوحة جميلة بين الرمال والهضاب كأجمل ما يكون.. فسبحان من أعطى الزلفي هذا الجمال.
الزلفي إحدى جماليات هذا الوطن التي ترسخ في شغاف القلب، وهي جزء منه وامتداد له.. فحفظ الله الوطن واحة أمن، وموقع نماء وازدهار.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي