مهرجانات التمور وعوائدها
تُعد المهرجانات بأشكالها المختلفة إحدى أهم النوافذ التسويقية، كما أنها إحدى الوسائل الحيوية التي تدعم برامج وخطط التسويق للشركات، والمصانع الإنتاجية، والأفراد .. وتعمل للتعريف بالمنتجات والترويج لها. كما أن لها دورا تعريفيا ونقاط التقاء بين المنتجين والمستهلكين، وعلى المستوى المحلي يلحظ المتابع أن مناطق المملكة بدأت تتنافس لإقامة مهرجانات لمنتج محدد، مثل مهرجان الموالح في نجران، والمانجو في جازان، والورود في الطائف، ومهرجان الفاكهة في الباحة ومهرجانات التمور وهي محور الحديث وفي مقدمتها مهرجان تمور محافظات منطقة القصيم في بريدة وعنيزة والمذنب التي حظيت بتغطية إعلامية أسهمت في جعل هذه المهرجانات في موضع الريادة، إضافة إلى مهرجان منطقة الرياض في كل من مدينة الرياض ومحافظة الخرج المزمع عقدهم لاحقا، والمهرجانات ينتج عنها تنشيط لحركة التجارة في السلع التي تتميز بها المملكة. ومن هذا المنطلق تأتي أهمية هذه النافذة التسويقية على وجه الخصوص للترويج للمنتجات الزراعية المحلية التي ارتبطت بالإنسان السعودي ومن أهمها التمور السعودية التي حظيت بدعم واهتمام ولاة الأمر "أيدهم الله" انعكس ذلك في الأوامر السامية الكريمة التي تدعو إلى تبني دعم هذا المنتج، وكان آخر أوجه هذا الدعم صدور الموافقة السامية بزيادة سعر شراء التمور من المزارعين من ثلاثة إلى خمسة ريالات اعتبارا من هذا الموسم 1428هـ وهي مشروطة باستخدام نظم الري الحديثة المرشدة لاستخدام مياه الري، ورفع كمية شراء التمور التي تشتريها الدولة من 21 ألف طن إلى 25 ألف طن من التمور، وعلى الرغم من انخفاض الكمية التي تشتريها الدولة (25 ألف طن من التمور)، مقارنة بكمية المنتج من التمور في المملكة (نحو مليون طن) إلا أن ذلك مؤشر للاهتمام بهذا المنتج. ومهرجانات التمور تعد ظاهرة إيجابية تخلق روح المنافسة والإبداع للتميز، وتؤكد أهمية الميز النسبية لكل منطقة بإبراز الأصناف التي تتميز بها وتميز صنف عن غيره من الأصناف لا يعني بالتحديد أفضليته المطلقة فتختلف باختلاف مراحل النضج ومناسبته للاستهلاك والنقل من مكان لآخر أو للتصنيع وتبتكر قنوات تسويقية تبعد عن الطرق التقليدية المألوفة وتسهم في غرس فسائل السياحة التسويقية في مناطق إقامتها وتعطي شواهد على أهمية تسويق التمور وآلياته (الفرز والتدريج والتعبئة وحُسن المظهر للتمور وخلوها من الآفات، وجودة الأصناف). والمهرجانات تسهم أيضا في التعريف بأهمية منتج التمور لأبناء هذه البلاد كمادة غذائية أو سلعة تجارية تدر الربح الوفير على العاملين فيها إذا أحسنوا التصرف سواء من المزارعين أو الوسطاء كما أن هذه المهرجانات لها عوائد إيجابية مباشرة أو غير مباشرة اقتصادية أو اجتماعية بحيث تعمل على تدوير رأس المال وضخ سيولة نقدية تخلق تدفقات نقدية للمزارعين وتوفير المناخ المناسب لعقد صفقات تسويقية وتعزز مفاهيم تسويقية في المجال الزراعي ولها تأثير في مدخلات ومخرجات منتج التمور، وما يميز هذه المهرجانات وجود شريحة من الشباب يعملون للاستفادة من وقت فراغهم وخلق فرص وظيفية مناسبة لهم مما يترتب عليه تحقيق عوائد اجتماعية تسهم في خفض نسبة البطالة في المجتمع، وأتمنى أن يكون هناك دور بارز للهيئة العليا للسياحة والغرف التجارية الصناعية إلى جانب ما تقوم به البلديات في تلك الأسواق، وأن يعمل القائمون على مثل هذه المهرجانات سواء للتمور أو الفواكه الأخرى تقييما لمدى تحقيق أهدافها من عدمه لإحداث تغييرات إيجابية في المواسم المقبلة.
والله ولي التوفيق،،