حلو .. ولكنه مميت!

تصور أن 90 في المائة من سكان البلاد العربية معرضون للإصابة بمرض السكري.. وأن 24 في المائة من سكان "السعودية" ممن هم فوق سن الثلاثين مصابون بالمرض فعليا، وأن "السعودية" تنفق أربعة مليارات (أربعة آلاف مليون ريال سنويا) في علاج مرضى السكري من خلال 1800 مركز صحي منتشرة في جميع أنحاء "السعودية".
ومرض السكري ببساطة ينشأ من خلل في عمل البنكرياس المسؤول عن ضبط مستوى السكر في الدم.. هذا الخلل يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم، وهذه الزيادة تؤدي إلى تدمير الكلى، وأمراض الشرايين والكبد والعينين.. بل تكاد تشمل الجسم كله.. وهو للأسف الشديد من أمراض الرفاهية.. فالفقراء لا يصابون به.. أو يصابون نادرا.. فالرفاهية – خاصة في البلاد العربية – معناها الإقبال على الطعام بإفراط.. وكلما زادت ثروة الشخص تضخمت كرشه وزاد وزنه واختلت وظائف الأجهزة الحيوية فيه.. ويقول الخبراء إن أعداء الإنسان ثلاثة كلها بيضاء.. السكر والدقيق الأبيض والملح.. وتضاف إليها أيضا مادة أخرى وهي "الهيروين" وهو أبيض اللون أيضا!
نحن نأكل بشراهة.. ولا نختار ما نأكل.. بل نقبل على الأطعمة الدسمة والحلوة.. وهي سم زعاف نتناوله بإرادتنا وبسعادة وشغف.. نحن نقبل بشدة على الضاني (لحم الخراف) ولا تسألني عن عدد الخراف التي تذبح يوميا في بلادنا ذاهبة إلى بطوننا.. ونحن نقبل على أكل الحلويات الشرقية من بسبوسة وهريسة وكنافة.. وستلاحظ الازدياد المطرد في عدد محال الحلوى في بلادنا بعد أن تدخل اللبنانيون والسوريون والمصريون في النشاط التجاري والغذائي بالذات في "السعودية"، والحلوى كما تعرف في مختلف أشكالها وأنواعها وألوانها هي دقيق وسكر، أي عنصران من عناصر الضرر المباشر لمن يتناولها ثم خذ عندك الشاي وغيره من المكيفات التي نتناولها كل ساعة.
مرض السكري هو مرض "حلو" ولكنه مميت.. ومن يعش به يعش مع الأقراص والحقن والخوف.. خفف يا سيدي من أكل الأبيض.. والغواني أكثرهن بيض.. وهم حلوين ولكن قاتلات أيضا.
وأكتب هذا الكلام بمناسبة انعقاد المؤتمر الإقليمي الخليجي لاقتصاديات السكري الذي يعقد في "السعودية" خلال هذا الشهر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي