تحذير لمستخدمي الخدمات البنكية الإلكترونية
أعلم من تجربة طويلة أن النظام البنكي في المملكة وما استثمر فيه من تطوير تقني وما تقدمه أجهزة الدولة على رأسها مؤسسة النقد العربي السعودي من إشراف يعد من أكفأ الأنظمة البنكية في العالم خدمة وتنفيذاً ورقابة. وأعلم جيداً أن إدارة الإشراف البنكي في مؤسسة النقد تسعى جاهدة إلى تطبيق اتفاقية (بازل 2) بالتعاون مع إدارات البنوك، وأن هناك اجتماعات مستمرة بين مسؤولي البنك والمؤسسة لضبط وإحكام نظم الرقابة الداخلية في البنوك وإدارة المخاطر التشغيلية. وأعلم أيضاً أن بنوكنا المحلية تحظى بتقديرات عالية لدى البنوك العالمية، ليس فقط لملاءتها المالية وإنما لنظمها البنكية المتطورة.
ومع ذلك، فقد لاحظت في الآونة الأخيرة أن هناك محاولات عديدة من الأشرار في العالم لاختراق الحسابات البنكية، ليس من خلال النظام البنكي نفسه، ولكن من خلال العملاء. فلقد تلقيت يوم 24 رمضان 1428 هـ رسالتين إلكترونيتين متطابقتي الصيغة من بنكين محليين مختلفين، وتحملان شعاري البنكين وعنوان هذا المقال أعلاه، وفحواهما أنه لغرض زيادة الرقابة وإحكامها على حساباتكم فلقد تم إضافة نقاط رقابة إضافية لمنع أي عملية اختراق، وتطلب الرسالتان تحديث البيانات الخاصة بالدخول على التطبيقات الإلكترونية للبنكين عن طريق الضغط على الرابط الموجود في الرسالة. وعند الاتصال بذلك الرابط، برزت صفحات الدخول الخاصة بالبنكين مطابقة تماماً للصفحات الحقيقية للبنكين. ولكن عنوان الصفحة في أعلى المتصفح ليس عنوان البنك، بل رابط مختلف وهو متشابهه في الحالتين، وهذا أدى إلى الشك في مصداقية هذه الرسالة، خصوصاً لطلبها إدخال اسم المستخدم ورقمه السري، وربما بالداخل يتم طلب الرقم السري الخاص بتنفيذ العمليات.
أعلم أن هذا ليس خللاً في نظم الرقابة البنكية، ولكن ربما ينطلي هذا التحايل على البعض الذين لا يدركون الفرق بين الغث والسمين، وقد يكملون هذه البيانات ويقعون في عمليات احتيال ليست من مسؤولية البنك ولا جهة الإشراف على البنوك.
رغبة في توعية العامة بمثل هذه الأخطار، أتمنى مشاركة مسؤولي البنوك ومؤسسة النقد في العمل على تعرية مثل هؤلاء الأشرار ومنعهم من الاحتيال على البعض. والله أعلم!.
شريك – شركة إتش إن سي للاستشارات المالية