ساهموا في إسكان ذوي الدخل المحدود
عندما تفكر في ذوي الدخل المحدود والذين لا صوت لهم وهم يعيشون على الكفاف ولا يسألون الناس إلحافا قانعين بما أعطاهم الله، حيث تتوحد همومهم بتأمين ضروريات الحياة من مأكل وملبس ولديهم الطموح بعيد المدى والأمل شبه مستحيل بتملك منزل يأويهم وأسرهم في يوم من الأيام، لذا لا تجد المنزل في قائمة أولوياتهم نظرا لاستحالة الحصول عليه إلا إذا حدثت المعجزة من وجهة نظرهم، يقول أحدهم إنه لا يفكر في امتلاك المنزل يقصد الشقة لأنه طموح قد لا يكون مشروعا لمن هو في حاله فهو يعيش هم تأمين مصاريف أولاده الخمسة براتب لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال (يا دوب تغطي) قيمة الإيجار والأكل والشرب والملبس ومصاريف المدارس فقط لا غير، ولك أن تتخيل ماذا تفعل هذه الثلاثة آلاف ريال إذا كان ثلثها يذهب لإيجار المنزل؟ وما زاد الطين بلة ما حدث هذا الموسم حيث تزامن الصيف مع المدارس ورمضان والعيد كسنة كبيسة إضافة إلى زيادة أسعار المواد الغذائية والإيجارات.
ما يهمني في هذا المقال بعيدا عن غلاء الأسعار للمواد الغذائية والعقارات وهي طامة أخرى حلت بذوي الدخل المحدود، كان الله في عونهم، أقول ما يهمني هو كيف نسهم ككتاب في وضع الحلول لهذه الفئة المهمة في مجتمعنا لتملك منازلهم بعيدا عن التنصل من مسؤولياتنا التي سنحاسب عليها لا محالة؟ وكيف نثير مثل هذه القضية لدفع القطاع الخاص لتبني الحلول المناسبة، لا أعتقد أن الأمر مستحيل إذا عملنا بإخلاص بعيدا عن التفكير في الذات (وكل يقول ما علينا).
أعتقد أن المشكلة تتفاقم والدولة لا تستطيع أن تفعل كل شيء وحدها فرجال الأعمال والبنوك والشركات المساهمة والخاصة المتخصصة والعاملة في العقار بالذات ورجال الأعمال لديهم الإمكانية والقدرة على المساهمة في إيجاد الحلول وتطبيقها متى رغبوا وتكاتفت الجهود، وأعتقد أن مثل هذه المشاريع مربحة ولكنها مشاريع استثمارية طويلة الأمد وتحتاج إلى صبر حتى تظهر عوائدها.
يا سادة يا كرام نحن لا نطلب لهم فللا ودوبلكسات كبيرة المساحات وليست في مواقع فئة النجوم الخمس بل في تجمعات سكنية وضواح يمكن إنشاؤها وتكون في حدود النطاق العمراني عادة الجنوب والشرق والغرب من حدود المدينة وفي مناطق تكون أسعار الأراضي فيها رخيصة فأعتقد أن جل ما يرغبونه هو سكن على شكل شقق كبيرة ومتوسطة المساحات وبتسهيلات تكون في متناول هذه الفئة.
وسأسمي بعض القطاعات التي يمكن أن تسهم في حل المشكلة وتستثمر في هذا المجال، أولها على الإطلاق البنوك التي لديها السيولة والخبرة والإمكانية والقدرة وفرصة النجاح في الاستثمار طويل المدى وتشغيل سيولتها، التأمينات والتقاعد ووزارة الأوقاف واستثمار سيولتها في مثل هذه المشاريع، أضف إلى ذلك شركات التطوير العقاري والتي تعد بالمئات في مختلف مناطق المملكة، الشركات العقارية المساهمة والتي لم تؤد أي دور في مجال الإسكان وتفرغت للمتاجرة في الأراضي والمجمعات التجارية والأسواق بحثا عن الربح فقط.
فهل نرى مبادرات في هذا المجال تحقق حلم شريحة كبيرة من المواطنين للتخلص من شبح الإيجارات وتأمين أسرهم من بعدهم بدلا من الاستمرار في دفع الإيجارات. نتمنى ذلك..