التخصص والتركيز - الهيئة الإسكانية من لها؟

[email protected]

الفصل الأول
ما التخصص والتركيز؟ ولماذا يفقد الإنسان قدرة التركيز في عمله؟ متى يقيم الإنسان نفسه؟ وهل سرعة التقييم للنفس تقارب التقييم للدوائر الحكومية؟ وما المراحل التي تمر عليها لتقييم المؤسسات والهيئات والهيكلة الإدارية؟ الشركات تنظر دوماً إلى مصادر الدخل، وتعتبر أن موارد الدخل لا تزال بخير ما دام التركيز على خدمة الطلب وعرض المطلوب هو همها وشاغلها، وفي عبارة تستخدم لدى الشركات أن العميل يستطيع أن يفصل رئيس مجلس الإدارة لشركة فقط بتوجيه قوّة شرائه إلى الشركة المنافسة. المواطن في السعودية يسعى دوماً إلى كفايته وراحة ذويه وأهله والعمل على التواصل بين أفراد عائلته لتحسس ما فيهم وما هم عليه، وتراهم جميعاً ينظرون إلى الحال والمال والعيال وأول الأهم لهم أن فلاناً من أبناء العائلة قد أكرمه الله وتملك أرضه أو منزله، وهي تعتبر من أكثر الأمور التي لها فرحه مبهجة ابتداء من الوالدين والإخوة والمقربين، وإذ يعتبر أن الاستقرار لتلك الجزئية من العائلة قد اتجه إلى اتجاهه السليم. كما أن بعض أكبر وأكثر الناس علواً في المجتمع العالمي يعملون على شراء العقارات والاستثمار فيها في موطنهم لتثبيت أبنائهم وربطهم بالأرض والوطن، وهم يعلمون أن الأبناء من بعدهم موحدون المسار والاتجاه في الإرث وأن التواصل فيما بينهم دائم حتى لو تواجد الخلاف على الحقوق. إن استقرار الإنسان والمواطن وحتى المدينة ذاتها لا يتم إلا بوجود الفرصة لدى ساكنها أو الراغبين في سكنها في تملك العقار، كما أن المستثمرين العالميين حينما يستهدفون منطقة للاستثمار أو مدينة معينة فهم ينظرون إلى الدراسات السوقية والإحصائيات الحقيقية ويخصصون أشخاصاً موثوقين فيهم لتقديم تقرير يؤكد إيجابية أو سلبية الاستثمار، والمهم أن الشكل العام للمدينة والخطوات المنبثقة واستقرار الحكم الإداري ونظرة المواطن ورضاه وتذمره ومستوى المعيشة ومستوى فكره والحياة الاجتماعية جميعها تصب في عوامل دراسة جدوى المشاريع العقارية الصغيرة منها والضخمة.. إذاً لماذا يشح المستثمرون الدوليون في المشاريع العقارية والإعمارية أو بعبارة أخرى لا يقدمون على إنهاء الصفقات؟ هل الدول الإسلامية أو التي تتبع الاستثمارات الإسلامية لا ترى ماذا في مدن الحرمين والمدن المجاورة لها؟. الموضوع هو التخصص والتركيز واليوم كان انطلاق الهيئة العامة للإسكان بأمر من مجلس الوزراء والغد كان إصدار التوجيه بالعمل بالرهن العقاري من مجلس الوزراء؟ أين الآلية ومتى؟ وهل الشهور والسنوات الماضية لا تكفي لإظهار آلية الرهن العقاري، أم أن الهدف ليس مفهوما لدى الإدارة التنفيذية أن استقرار المواطن من ضمان مسكنه بجهده وعمله وعزة نفسه.
سنغافورة بنت طموحات واستراتيجية الدولة على موضع آلية الإسكان لمواطنيها (الهيئة العليا للإسكان).. هناك المواطن يحدد منزله ويقدم الوثائق الاجتماعية ويملك له المنزل بعد بنائه له ويرهن حتى يدفع ثمنه استقطاعا من دخله الشهري.. لا وساطة ولا محسوبية بل الأولوية تخدم، شعب منتج متكامل متكافل ومسؤول يحب مدينته ويقدر دولته وتوجه الدولة وكامل الشعب بما يتوافق مع الاستراتيجية العامة.. هل تعلمون أن النمو السكاني هناك بمعدل صفر - أي أنه لا زيادة في الإنجاب - لكن هم يخططون لرفع عدد السكان في مدينتهم في السنوات العشر المقبلة من أربعة إلى ستة ملايين نسمة.. كيف؟
بالهجرة المحكومة المقننة، فهم يقدمون المنح الدراسية لأبناء المرحلة المتوسطة المتفوقين من الدول المجاورة وهي منحة متكاملة وحتى المسكن يوفّر له حتى السنة الرابعة من الدراسة الجامعية (البكالوريوس) ويهبون لهم الجنسية مع حرية الرجوع إلى مدينة مولده أو البقاء في موطنه الجديد.. ماذا تقرأ؟ هم قدموا استقرارا وضمانا للمعيشة مع دعهما بالذكريات ومنطقة النشأة والترابط مع الأرض ليقدموا أفضل وأذكى مجتمع لموطنهم للسنوات المقبلة، والمسؤول عن ذلك النجاح هو تأسيس هيئة الإسكان العام في سنغافورة. هل نحن قادرون على تحقيق ذلك للمواطن؟ نعم حينما يكون التقييم لتولي المناصب مبني على تحقيق الأهداف الخاصة بالمؤسسة الحكومية التي لا بد أن تكون واضحة للمواطن والوطن.
الفصل الثاني
ثراء الحياة والهدف منها، لابد وأن يكون لك أيها الفتى ابن المواطن قضية تتجاوز حدود ذاتك. رسالتك في الحياة عبارة عن تلخيص لكل أدوارك وقيمك فيها بجملة أو بجملتين تصف ما تصبو إلى تحقيقه خلال حياتك. ما هي رسالتك في الحياة؟ سؤال للنفس وللآخرين، ومن بين الإجابات القليلة التي تحصلت عليها فور طرح السؤال ووجدت أن أكثرها شيوعاً: أن أعبد الله وأطيعه في كل أفعالي، أن أتقاعد مبكراً مع قدر لا بأس به من المال، أن أكون سعيداً، أن أكون غنياً، أن أكون سعيداً وغنياً، أن أعتني بعائلتي، أن أكون أفضل إنسان في العالم. من بين مزايا طرح هذا السؤال هو أنه يدفعهم إلى التفكير بغض النظر عن إجابتهم عليه، وهو أكثر ما يسعد أي طارح سؤال، والبعض يساوي بينه وبين أشهر سؤال طرحه إنسان وهو: ما معنى هذه الحياة؟ وربما كانت له صيغة أخرى وهي: ما معنى حياتك ؟ فمهما كانت إجابتك عليه فإني متأكد من أنه سيدفعك إلى التفكير كثيراً فيما تقوم به وما مفترض عليك القيام به، وإن لم تجب عليه من قبل فإني أحثك بكل كياني على أن تجيب عنه، فهو أمر كفيل بإحداث تغير هائل في مجرى حياتك. دعني أساعدك، الهدف والقيم من أهم شيء في حياتك؟ إن القيم التي تحكمنا تكمن في جوهر ذاتنا، القيم الأساسية التي هي تقود حياتنا، وغرضك من الحياة متداخل مع رؤيتك وقيمك. إن رؤية الناس الكثيرين عما يشكل السعادة الحقة خاطئة، فمعناها ليس الرضى الذاتي، بل الإخلاص لغاية تستحق، واعلم أخي وأختي أن خدمة غير الثمن ندفعه لأجل حياتنا، فهي الغاية من الحياة وليست أمراً نفعله لو كان لدينا وقت لذلك. فالناس من حولنا لا دور لهم سوى أن يعتنوا باحتياجاتنا والعمل على إسعادنا، فيبدو أن الغرض من الحياة هو المتعة وأن نتسلى ونمتلك الأشياء، كما أننا نتعرض باستمرار لكل ما يدعو إلينا هذا التفكير، انتبه لنفسك أولاً! أنت تستحق ذلك! أنت الأحق بهذا! فما العجب إذاً في أن يكبر المرء وهو مكتسب لهذا التوجه الأناني في الحياة، كلما تبعنا الرغبات الأنانية لطبيعتنا البشرية، كان بحثنا عن إرضاء الذات، وبالتالي تكون النتيجة هي الخواء الوجداني، فكل ما تدفعنا الدنيا لأن نطلبه منها - من متعة وتسلية ورفاهية وسلطة ومكانة في المجتمع - لن يؤدي أبداً إلى البهجة الحقيقية أو إلى تحقيق الذات، والحقيقة أن الحياة نقيض هذا، فمنبع البهجة وتحقيق الذات الحقيقيان ليس في الأخذ، بل في العطاء، لا في أن يخدمنا الآخرون، بل في أن نخدمهم نحن، فالأصل أن تسهم في حياة الآخرين، فمن بين أصعب دروس الحياة أن نتعلم التغلب على ما جلبنا عليه من أنانية وهو يمثل تحدياً عظيماً ودائماً طيلة حياتك. وأخيراً القلب الرحيم والكلمة الطيبة والحياة التي ملؤها الإيثار والرحمة أساس تجدد الإنسان فينا، وأيضاً لدى كل فرد فرصة أن يكون عظيم المكانة طالما كان قادراً على خدمة الغير، وهو أمر لا يتطلب درجة جامعية كما لا يرتبط بتوافق خدمة الآخرين مع الأقوال.. عليك فقط أن تتحلى بقلب فاضل.. وكلما ساعدت الآخرين أصبحت حياتك أكثر ثراء.
ومين لأبنك غيرك.. ابني واعمر أرض بلادك.. بكرة الخير لك ولأولادك.. الفتى ابن المواطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي