شائعة عن وجود فقراء في المملكةَ!

شائعة تتردد بين الحين والحين عن وجود فقراء في المملكة .. وكلما أطلت هذه الشائعة برأسها أنكرتها وقلت إنها من إنتاج الحاسدين والكارهين!!
وأظنك مثلي لا تظن أن ثالث أغنى دولة في العالم حسب متوسط الدخل، فيها 22 (اثنان وعشرون) في المائة من الفقراء .. أي أن خمس عدد السكان وعددهم 665 ألفا و820 أسرة أو هم 3.8 مليون فرد (ثلاثة ملايين وثمانية من عشرة من المليون) من الفقراء والمعدمين.
هذا الرقم الصادم هو محصلة الذين يحصلون على المعاشات والمساعدات من الضمان الاجتماعي .. وذلك كما ورد في التقرير السنوي لوزارة الشؤون الاجتماعية.
فإذا أدهشك هذا الرقم الصادم كما أدهشني واعتبرته شائعة قبل أن أطلع على التقرير .. فنحمد الله أن يشاركنا الدهشة مجلس الشورى الذي قال بالنص إن هذا التقرير غير مقبول.
ومن حق عضو مجلس الشورى الذي قال إن هذا الرقم غير معقول ولا مقبول في دولة غنية مثل المملكة العربية السعودية بينما نسبة الفقراء في "ماليزيا" مثلا 5 في المائة فقط، وفي "باكستان" الغلبانة 26 في المائة وفي "ألمانيا" 11 في المائة .. أي أننا ضمن حزام الفقر رغم الثروة الخارجة من الأرض ونملك ثلث احتياطي البترول في العالم كله.
طلب مجلس الشورى من وزارة الشؤون بيانات تفصيلية عن عدد المعتمدين من المساعدات من حيث المؤهلات أي المستويات العلمية والاجتماعية ومناطق وجودهم .. وغيرها من البيانات حتى يضمن المجلس عدالة توزيع المساعدات.
وقد يكون هذا مفيداً، ولكن المفيد أكثر هو معرفة كيفية توزيع الدخل القومي، وعدالة توزيعه والاستفادة منه، فواضح أن عدالة التوزيع مفقودة، وهذا يذكرنا بقول "برنارد شو" عن شعره إن هناك غزارة في الإنتاج وسوءا في التوزيع، مشيراً إلى صلعته وكثافة لحيته.
الحقيقة أن الموضوع يحتاج إلى دراسة أعمق تشترك فيها كل الجهات المعنية، خاصة وقد أشارت وزارة الشؤون الاجتماعية إلى أن عدد طالبي المساعدة في ازدياد.
ونحن بالطبع نثمن ما تقوم به وزارة الشؤون، ولكن المعروف أن مواجهة الفقر ليست مهمة الحكومة وحدها .. فليس هناك دولة تستطيع معالجة الفقر إلا بمساعدة الأغنياء والأثرياء من مواطنيها تحت مظلة التكافل الاجتماعي، خاصة أن ديننا الحنيف يحض على التكافل ومد يد المساعدة للمحتاج .. وقانا الله وإياكم شر الحاجة والوقوف في طوابير المحتاجين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي